أعربت مصادر سورية رسمية لنائب وزير الخارحية الروسي الكسندر سلطانوف عن قناعتها بأن «مبادرة الجامعة العربية وجهود أمينها العام عمرو موسى تجاه الأزمة اللبنانية ما زالت مستمرة»، مشددة على أن موسى سيعود إلى بيروت لاستكمال نشاطاته في هذا الاتجاه، لكنها رفضت وجود تفسيرين للمبادرة العربية، معتبرة أن تفسيرها الوحيد واضح، ويقوم على منع التعطيل والاستئثار لدى الفريق الواحد، كما طالبت سوريا، بحسب المصادر ذاتها، روسيا باتخاذ موقف بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي مما يجري في غزة.
وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بحث مع سلطانوف «الأوضاع في المنطقة وخاصة المجزرة الاسرائيلية في غزة، وما يرافقها من حصار خانق»، وفق ما ذكرت وكالة «سانا»، حيث أكد الشرع خلال اللقاء ان «العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أدانته سوريا بأشد العبارات يجعل من آفاق السلام احتمالا بعيد المنال».
كما تم خلال الاجتماع التطرق الى «المساعي العربية المبذولة من اجل حل الازمة اللبنانية ودعم سوريا والاتحاد الروسي لجهود الأمين العام للجامعة العربية».
أمّا لقاء وزير الخارجية وليد المعلم مع سلطانوف فتناول بحسب «سانا» «تطورات الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في غزة جراء العدوان الاسرائيلي المستمر حيث كانت وجهات النظر متفقة ازاء خطورة الوضع ومستوى التدهور الذي وصلت اليه المعاناة الانسانية للشعب الفلسطيني بسبب الحصار الاسرائيلي الخانق المفروض عليه».
وأكد وزير الخارجية السوري على «أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية الفلسطينية مشددا على ضرورة التضامن العربي والإسلامي والدولي مع الشعب الفلسطيني الاعزل لمواجهة العدوان الإسرائيلي».
وفي هذا السياق قال مصدر رسمي في الخارجية السورية لـ«السفير» إن المعلم طلب من سلطانوف أن تتخذ روسيا موقفا باعتبارها عضوا في مجلس الأمن وفي الترويكا، معتبرا أن ما جرى في غزة «شيء لا يجب أن يمر»، فيما أعرب سلطانوف عن قلقه مما يجري، وقال أن «العمليات العسكرية ومحاولات منع تزويد القطاع بالمواد الحيوية تسيء ليس فقط للشعب الفلسطيني وإنما أيضا للأوضاع السياسية في المنطقة». كما أدان «عمليات مثل إطلاق الصواريخ ».
وأوضحت المصادر السورية أن المعلم أحاط سلطانوف بتفاصيل الوضع اللبناني، مضيفة أن «الآراء كانت متفقة بناء على ما سمعه من تفاصيل»، وأن الجانب السوري أطلع سلطانوف «على التحرك السوري من خلال المبادرة الفرنسية ومن خلال الخطة العربية»، والاستنتاج القائم «بتعقيد الوضع اللبناني وحاجة مسائل سياسية للنضج»، مشدداً على ضرورة «فتح باب الحوار بين اللبنانيين والوصول إلى نقاط سياسية مشتركة». ولفتت المصادر إلى أنّ المعلم أعرب عن قناعته بأن «مبادرة عمرو موسى ما زالت مستمرة وأنه سيعود للبنان لمواصلة جهوده»، مذكرة بالموقف السوري «الرافض الدخول في التفاصيل والأرقام».
وكان سلطانوف اعلن بعد لقائه المعلم أن الجانبين «متفقان». وقال «ندعم مواصلة جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية ونؤيد في موسكو هذه المبادرة كونها تعطي الأفق والفرصة للبنانيين ليحددوا أنفسهم كيف سيرتبون أوضاعهم في ما بينهم، وكيف سينتخبون رئيس الجمهورية وكيف سيتوصلون إلى الحلول للمشاكل العالقة بين مختلف المجموعات السياسية في لبنان».
من جهته، قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد إن «هناك تفسيرا واحدا للمبادرة العربية وهو النص الحرفي الذي اطلعتم عليه، وهو أنه يجب الا يكون هناك طرف قادر على التعطيل أو الاستئثار بالقرار، وبين هذين الجانبين يكمن الحل ونحن واثقون من أن الأمين العام للجامعة العربية سيتابع مهمته على ان يكون الحل بين اللبنانيين أنفسهم ومن دون تدخل خارجي».
ورحب المقداد بفكرة عقد مؤتمر موسكو للدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط، وإن لم تتوفر اي تطورات بشأنه، حيث أعرب الجانب الروسي عن جديته في السعي لتحقيق هذا المؤتمر، فيما نفى المقداد وجود اي توجه لعقد قمة عربية طارئة او تأجيل قمة دمشق.

مصادر
السفير (لبنان)