اتفقت مجموعة الدول الست امس، على مضمون مسودة قرار جديد لمجلس الامن الدولي لفرض عقوبات اضافية على ايران بشأن برنامجها النووي، لا تشمل خطوات اقتصادية، انما تركز على زيادة عدد من يشملهم حظر السفر وتجميد الاصول، على ان يتم التفاوض حول تفاصيلها خلال الاسابيع المقبلة.
وقال وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير عقب لقاء وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا في برلين «اتفقنا معا على مضمون القرار الجديد»، مشيرا الى ان «المانيا وفرنسا وبريطانيا ستقوم بارسال مسودة القرار الى مجلس الامن الدولي»، على ان تجري مفاوضات مفصلة حولها خلال الاسابيع المقبلة. وأضاف «ندعو القيادة الايرانية الى تطبيق مقررات مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية.. والسير في طريق التعاون والمصالحة.. لا احد يريد المواجهة بل نريد التوصل الى حل، لكن هذا الأمر يتطلب استعدادا للتعاون من جانب ايران».
وذكر مسؤول اوروبي ان مسودة القرار الثالث لا تشمل عقوبات اقتصادية جديدة، فيما اكد مسؤول اميركي كبير ان القرار سيزيد عدد من يشملهم حظر السفر وتجميد الاصول، مشيرا في الوقت ذاته الى ان «الولايات المتحدة مسرورة بالنتيجة التي تؤكد للايرانيين انهم لم يفلتوا بعد». وأضاف «هذا القرار مبني على القرارين السابقين وفيه عناصر جديدة سيتم الكشف عنها في نيويورك»، لافتا الى ان وزراء خارجية دول الست دخلوا الاجتماع «وهم على خلاف حول اربع مسائل رئيسية، الا ان مشاورات وزيرة الخارجية كوندليسا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف افضت الى الاتفاق».
وكانت رايس اكدت في وقت سابق انه «لا تزال هناك بعض الثغرات التي يجب العمل على سدها». وأضافت «آمل ان يتم حتى في حال لم نتمكن التوصل الى اتفاق حول اصدار قرار، تقديم التوجيهات الكافية للمسؤولين السياسيين للقيام بذلك ربما قريبا». واقرت بوجود اختلافات قائلة «ليس سرا اننا وروسيا وربما الصين لا نتفق على الرأي ذاته تماما بشأن توقيت القرارات.. لكني لا اعتقد ان هناك اي خلاف حول ضرورة ان نتجه الى اصدار قرار ثالث».
واستبقت طهران اجتماع برلين بالتأكيد ان اي عقوبات جديدة لن تؤثر عليها. وقال المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام ان «اعتماد قرار جديد لن يؤثر على موقف الشعب الايراني»، فيما اكد وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي في صوفيا بعد محادثاته مع نظيره البلغاري ايفايلو كالفين ان «ايران تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهذا التعاون سيتيح توضيح المسائل المرتبطة بماضي البرنامج النووي الايراني».
وفي السياق النووي، تسلمت إيران امس الشحنة الخامسة من الوقود النووي الروسي المخصص لمحطة بوشهر النووية. وتم حتى الآن نقل 55 طناً من اليورانيوم المخصب من اصل 82 طناً، وستتم عمليات نقل الشحنات الثلاث الأخرى إلى إيران وفقا لجدول زمني محدد تنتهي مواعيده في شباط.
من جهة اخرى، قال متكي إن بلاده مستعدة لتوريد الغاز إلى خط انابيب مهم في الاتحاد الأوروبي، لكنه اضاف أن القرار متروك للاتحاد. واوضح «بحسب معلوماتي يؤكد الاتحاد الأوروبي على الحاجة لتنويع (مصادر) امدادات الغاز... نابوكو هو أحد المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها إيران في الطاقة مع أوروبا».