لاتزال الآف الألغام المزروعة على الجبهة "السورية ـ الاسرائيلية" تفتك بسكان المنطقة خصوصا الاطفال الذين بدأوا يعودون إلى قراهم المواجهة للجولان المحتل بالسنوات الاخيرة.

ويعتبر نزال أحد ضحايا هذه الألغام جسده محظوظا مقارنة مع آخرين قتلوا أو بترت أطرافهم من جراء الالغام التى لم يتم ازالتها بالرغم من عقود من السكون على جبهة الجولان المحتل منذ 40 عاما وزيادة النشاط العمرانى فى المناطق المتاخمة.

وتقول جمعية سورية مختصة بمكافحة الالغام إن إسرائيل هى مسئولة عن وضع معظم الالغام فى المنطقة وحتى الأن ترفض تقديم خرائط للحقول المزروعة, وقال رئيس الجمعية عمر اللهيبى:" إن طبيعة الجولان تصعب من تحديد مواقع الالغام وإزالتها وصنفها إلى ما أسماه بالحقول الضائعة".

وقال اللهيبى "يوجد فى المنطقة اكثر من مليون ونصف لغم. عندما زرعت اسرائيل ألغاما قامت بتوزيعها على كامل الجولان وبأعماق مختلفة وأنواع مختلفة منها المضاد للأشخاص او للدبابات وحتى تلك التى تكون على أشكال لعب او أجهزة أخرى."

وأضاف اللهيبى:" موضوع الالغام منسى تماما فى هذه المناطق التى لازالت خطرة جدا للحياة بسبب الحقول الضائعة.. إن الاجهزة التى أستخدمتها الجهات المعنية للكشف عن الالغام وازالتها بدائية جدا", وأشار اللهيبي الذى أعماه لغم فى الثمانينات زاد من حدة الأزمة الرياح والأمطار الكثيفة التى تشتهر بها الجولان والتى أدت إلى تحرك الألغام وإنتقالها.

ويحصى اللهيبى 200 قتيل سورى وما يزيد عن 500 اصابة منذ ان وضعت حرب 1973 اوزارها, وترك الرئيس الراحل حافظ الأسد مدينة القنيطرة مهدمة بعد أن فجرها الجيش الإسرائيلى قبل انسحابه كدليل على ما تصفه سوريا بالوحشية الاسرائيلية.

ولكن محيط مدينة القنيطرة شهد تزايدا فى البناء فى الفترة الاخيرة مع تبنى الحكومة السورية سياسة اسكان النازحين فى مناطق الجبهة مما زاد من مخاطر التعرض للالغام, وأنفجر العام الماضى لغم على بعد عشرات الامتار من مجمع سكنى جديد يحمل اسم ابنية الشهداء ادى إلى اصابه طفلين بجروح بالغة, ويقدر ان السلطات السورية أزالت 300 ألف لغم حتى الان.