يناقش وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم اليوم بالقاهرة تقريرا للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يتضمن مقترحات لحل الأزمة اللبنانية في ضوء اتصالاته الأخيرة مع مختلف الأطراف.

وطبقا للتقرير الذي بثت وكالة الصحافة الفرنسية مقتطفات منه، يطلب موسى أن "تأخذ الجهود العربية لحل الأزمة في الاعتبار المخاوف والهواجس السياسية والأمنية للطرفين وموقعهما في اللعبة السياسية اللبنانية بأبعادها العربية والإقليمية والدولية, وفقا للعناصر الواردة في المبادرة العربية".

واقترح موسى في التقرير أيضا تشكيل الحكومة على قاعدة 13 وزيرا للأكثرية و10 للمعارضة و7 يختارهم رئيس الجمهورية.

وقد وافق فريق الأكثرية من حيث المبدأ على هذه الصيغة ولكن المعارضة رأت أنه لا بد من اعتماد المثالثة في توزيع الحقائب الوزارية (10+10+10) أو الحصول على "الثلث +1 الضامن".

كما يشير الأمين العام للجامعة العربية في تقريره إلى أن سوريا ترى أن صيغة المثالثة هي الصيغة المنطقية لكونها تحقق التوازن المطلوب بين الفرقاء وتضمن تطبيق الصيغة اللبنانية "لا غالب ولا مغلوب".

وتقضي الخطة المقترحة بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون كفة الترجيح فيها لرئيس الجمهورية بحيث لا تكون للأغلبية القدرة على ترجيح القرارات ولا للمعارضة القدرة على تعطيلها، إضافة إلى الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية.

تغطية خاصة

وكان وزراء الخارجية العرب قد كلفوا موسى في اجتماع استثنائي في الخامس من الشهر الجاري في القاهرة إجراء اتصالات لتنفيذ خطة عمل عربية من ثلاث نقاط لتسوية الأزمة اللبنانية.

موقف الأكثرية والمعارضة
وقد أرسلت كل من الأكثرية والمعارضة في لبنان مذكرتين إلى الوزراء العرب, حيث قالت الأكثرية إن المبادرة العربية "لم تصطدم بغير جدار النظام السوري"، واتهمت "بعض من في الداخل وبرعاية مباشرة من النظام السوري برفع الجدران أمام أي حل للأزمة السياسية".

في المقابل دعت المعارضة الوزراء العرب إلى الحياد وعدم الانحياز لأي طرف في لبنان, مشيرة إلى ضرورة أن يتعامل التحرك العربي وفقا لمبدأ الموالاة عين والمعارضة عين والعينان هما لوجه واحد ويجب ألا يتم تفضيل عين على أخرى أو السماح لواحدة بأن تقود الأخرى, طبقا لما جاء في المذكرة.

حلقة العنف
في الأثناء شيع اللبنانيون ضابط الاستخبارات وسام عيد الذي قتل بسيارة ملغومة أمس, في حين توعد المدير العام لقوى الأمن الداخلي في لبنان اللواء أشرف ريفي اليوم السبت بمواجهة مع من قال إنهم يرهبون الوطن بجرائمهم.

وذكرت الشرطة اللبنانية أن عدد القتلى في الهجوم ارتفع إلى خمسة بدلا من أربعة وعدد المصابين بلغ 42 مصابا.

يشار إلى أن اغتيال عيد (31 عاما) هو الأحدث في موجة من التفجيرات وجرائم القتل السياسي التي هزت لبنان في الأعوام الثلاثة المنصرمة وأثارت الاضطرابات الناجمة عن هذه الاغتيالات أسوأ أزمة سياسية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 .