استبق وزراء ومسؤولون عرب الاجتماع الوزاري العربي الاستثنائي في القاهرة أمس بمشاورات مكثفة، تسببت في تأخير الاجتماع ساعتين، وذلك للوصول إلى صيغة لحل عقد الأزمة السياسية اللبنانية، بحسب بنود المبادرة العربية الخاصة بذلك، وأفيد أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم اشتكى في أحد الاجتماعات الجانبية مما سماه “موقفا عدائيا” من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تجاه بلاده بشأن الأزمة.وفي بيروت، أعلن رئيس تيار المردة الوزير والنائب السابق والقطب المعارض سليمان فرنجية أن المعارضة لا يمكن أن تتراجع عما سماه “الثلث الضامن” في حكومة الوحدة الوطنية التي من المقرر أن تتشكل بعد انتخاب رئيس الجمهورية.

وعقد وزراء الخارجية العرب أمس اجتماعهم الاستثنائي المستأنف في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، بمشاركة وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد حسين الشعالي و14 وزيرا عربيا، وحضور رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ومشاركة الأمين العام للجامعة عمرو موسى الذي كان قد عقد اجتماعا تشاوريا مع الشعالي قبل الاجتماع المستأنف لمجلس وزراء خارجية الدول العربية، والذي كان قد تحدد موعده سابقا لبحث تقرير موسى بشأن جهوده في تطبيق المبادرة العربية الخاصة بحل الأزمة السياسية اللبنانية، وأضيف إليه الأوضاع في قطاع غزة الذي تحاصره “إسرائيل”.

وبدأ الوزراء الاجتماع بعد الموعد المقرر له بنحو ساعتين مساء أمس، وقال مصدر ل “الخليج” أن اجتماعا تشاوريا غير رسمي عقد قبل الاجتماع العام، وضم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزراء خارجية مصر أحمد أبو الغيط وسوريا وليد المعلم والسعودية الأمير سعود الفيصل وعمان يوسف بن علوي والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.وناقشوا فيه الأوضاع على الساحة اللبنانية، في محاولة للتوصل إلى صيغة يمكن بموجبها تنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية، وخصوصا التفسير الخاص بالبند الثاني فيها، والمتعلق بتوزيع الحصص الوزارية في حكومة الوحدة الوطنية بين الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية.

ويذكر أن المبادرة تستند إلى ثلاث خطوات لحل الأزمة، وهي انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان فورا رئيسا وفق الأصول الدستورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون لرئيس الجمهورية فيها كفة الترجيح، وتدعو الخطوة الثالثة إلى البدء في صياغة قانون جديد للانتخابات.

وقال المصدر إن المشاورات هدفت إلى توحيد الموقف العربي، عوضا عن اللجوء إلى قمة عربية استثنائية يراها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ضرورة في حال عدم التوصل إلى توافق عربي بشأن الملف اللبناني.وأفيد أن أبو الغيط هو الذي دعا لهذا الاجتماع التشاوري المغلق، قبيل انطلاق الأعمال الرسمية لوزراء الخارجية، للتوصل لتوافق عربي يمكن الخروج به من الاجتماع.

وذكر دبلوماسي عربي أن موسى وأبو الغيط وحمد بن جاسم والمعلم عقدوا مباحثات أظهرت تباينا في مواقف الدول العربية من الأزمة اللبنانية، وأفاد أن مصر والسعودية أصرتا على تثبيت المبادرة العربية، وضرورة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية فورا. وأضاف الدبلوماسي أن الاجتماع الرباعي شهد توترا، بعد أن اشتكى وزير الخارجية السوري وليد المعلم مما وصفه “موقفا عدائيا” من دمشق اتخذه موسى في جولته في بيروت ودمشق الأسبوع الماضي.

وشهدت الاجتماعات المغلقة لوزراء الخارجية العرب لاحقاً اتهامات من المعلم إلى موسى بأنه منحاز إلى وجهة نظر الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة فؤاد السنيورة من دون اعتبار لوجهة نظر المعارضة التي تطرح المحاصصة الحكومية في لبنان على أساس المثالثة.

واتهم الوزير السوري عمرو موسى بأنه وضع تقريره الخاص بزيارته إلى كل من بيروت ودمشق في إطار، يوحي بوقوف سوريا وراء إخفاق حل الأزمة اللبنانية.

وقدم موسى في الجلسة الخاصة بالموضوع اللبناني تقريرا مفصلا حول نتائج جولتيه في بيروت، وتضمن أيضا نتائج الجهود التي بذلت في الفترة الماضية لحل الأزمة السياسية اللبنانية، تنفيذا لقرار وزراء الخارجية العرب الاستثنائي في الخامس من الشهر الحالي، والعمل على التوصل إلى توافق في لبنان حول المبادرة العربية الخاصة بالخروج من الأزمة. ويتضمن التقرير مقترحات وأفكارا وتوصيات يراها مناسبة لاستكمال السعي العربي لحل الأزمة، ولمساعدة الأطراف اللبنانية على حل القضايا الخلافية العالقة، وخصوصا ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وفي بيروت، تعتقد أوساط سياسية ودبلوماسية أن المبادرة العربية لا يمكن لها أن تتوقف أو أن يعلن عن انتهائها، من أجل تعبئة الفراغ السياسي بدلاً من أن يملأه توتر أو تصعيد أمني، بانتظار ما قد تحمله الأيام وربما الأسابيع المقبلة من تطورات.واعتبر أمين سر تكتل “التغيير والإصلاح” المعارض النائب إبراهيم كنعان أن لبنان دخل في حالة مراوحة غير مجدية، وأن المحاور الإقليمية والدولية نجحت في تحويل لبنان إلى ساحة صراع إقليمي ودولي وربطه بتطور الصراع في المنطقة.

وأعلن رئيس تيار المردة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية أن المعارضة لن تتراجع عن “الثلث الضامن” في حكومة الوحدة الوطنية التي يرتقب أن تتشكل بعد انتخاب رئيس الجمهورية، وذلك لضمان القرارات الوطنية ومنع التدويل. وقال إن نزول المعارضة إلى الشارع احتمال وارد، ولكن ليس كما حصل في يوم الإضراب في 23 يناير/ كانون ثاني العام الماضي، بل سيكون مركزاً وقوياً.ودعا البطريركية المارونية إلى إزالة منبرها الذي يقصدونه للتصوير والتصريح، وهو ما رآه يقلل من قيمة الصرح البطريركي في بكركي، وتمنى على الجميع “عدم الانجرار في أي شكل من أشكال إلى الفتنة”، ووصف رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع بأنه “مجرم وقح”. وقال إن المحكمة الدولية باتت قراراً دوليا، وتساءل “لماذا يمول لبنان المحكمة لأجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحده، وليس لأجل الرئيس الشهيد رشيد كرامي أو الشهيد داني شمعون ؟”.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)