أين اختفى عدد من الطلاب العرب المسجّلين في الجامعات الألمانية؟ هل يقاتلون القوات الأميركية في العراق إلى جانب تنظيم «القاعدة»؟
استناداً إلى معلومات تنشرها مجلة «درشبيغل» اليوم، فإنّ عدداً من الطلاب العرب المسجّلين في جامعات «ساكسونيا»، غادروا سكنهم الجامعي في ألمانيا من دون «علم وخبر»، وذهبوا إلى العراق لقتال القوات الأميركية.
وتضيف «درشبيغل» أن قوّات الاحتلال في العراق، عثرت في أحد مخيمات التدريب العسكري التابعة لتنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين، على هويّات شخصية لبعض المقاتلين، بينهم أربعة طلاب عرب كانوا يدرسون في جامعة «براونشفايغ» التقنية.
وبعد التدقيق في الأسماء، تبيّن أن طالبَين تونسيَّين، وهما رضوان ابن يوسف .ن. (25 عاماً) وزياد .ب. (30 عاماً)، غادرا مسكنهما الطلابي في الجامعة بصورة فجائية العام الماضي. ولا تزال سلطات الأمن تواصل التدقيق لمعرفة مكان وجود طالبين آخرين ورد اسماهما في لائحة المتطوّعين للقتال في صفوف «القاعدة». وظهر أيضاً أنّ الطالب المختفي زياد. ب. أمضى عشر سنوات في ألمانيا، بينما دخل زميله رضوان. ن. إلى الأراضي الألمانية في عام 2003.
واستناداً إلى مصادر الصحافة الألمانية، فإنّ مواطناً تونسيّاً يدعى نضال ألق، يحمل صفة «طبيب» في السجلات التي عُثر عليها في معسكرات تدريب «القاعدة» في العراق، عرض تقديم نفسه للموت بصفة «استشهادي»، ولا يُعرَف حتى الآن أي شيء عن مصيره.
وتثير هذه المعلومات حالة من القلق والذعر في ألمانيا، وخصوصاً بعد التحقيقات التي كشفت عن تورّط طلاب كانوا يدرسون في جامعات ألمانية في عمليات إرهابية خطيرة، ليس أقلّها 11 أيلول 2001، هذا بالإضافة إلى تلقّي الدوائر الرسمية والسفارات الألمانية في العالم، وبعض المؤسّسات الإسرائيلية والكنيس اليهودي في برلين، سلسلة اتصالات تهدّدها بالاستهداف في الفترة الأخيرة.
وتشير مصادر دائرة مكافحة الجريمة في ألمانيا، إلى أنّ أكثر من 80 متطوّعاً لقتال القوات الأميركية غادروا الأراضي الألمانية منذ عام 2003، وتبيّن لاحقاً أنّ نصفهم تقريباً نشط إلى جانب «القاعدة». وتنصبّ التحقيقات حاليّاً لمعرفة الجهة أو «ضابط الارتباط» الذي يعمل على تجنيد المواطنين لقتال الأميركيين إلى جانب «القاعدة»، وعلى تحديد خريطة الطريق التي سلكها هؤلاء لدخول الأراضي العراقيّة.
وتتوقّع مصادر أمنية ألمانية وجود ارتباط بين «مكاتب تجنيد» في ألمانيا وإسبانيا، تتعاون لمصلحة التنظيم، وهو ما أظهرته تحقيقات واعترافات أدلى بها للمحقّقين في مدينة برشلونة الإسبانيّة بعض المتهمين بتنظيم خلايا إرهابيّة على الأراضي الأوروبيّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الشرطة الإسبانية ألقت القبض على مجموعة «إرهابية» مؤلّفة من 12 باكستانيّاً وهنديّاً في برشلونة يوم السبت الماضي، كانوا قد أدلوا باعترافات عن تنظيم عدد من «العمليات الإرهابية»، وخصوصاً عن طرق التعاون المعتمدة بين الخلايا الأوروبية في أوروبا والعالم.