أكدت مصادر سورية واسعة الاطلاع لـ«السفير» الاهتمام الرسمي السوري بظهور نتائج التحقيق في أحداث «الأحد الأسود»، مشيرة إلى أن التصعيد الذي جرى، استهدف الضغط على سورية من خلف أبواب الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة.

من جهته قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية لـ«السفير» أن سورية تستغرب ما جاء على لسان السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة من كلام حول تفسير البيان الوزاري العربي، كما أكد المصدر دعم دمشق لجهود موسى «الذي عليه أن يتحرك بسرعة»، مشددة في ذات الوقت أن الدعم لا يعني الضغط، كما أنه يشمل كل من لديه نفوذ في لبنان، في إشارة مضمرة إلى المملكة العربية السعودية.

وكانت المصادر السورية الواسعة الاطلاع قالت لـ«السفير» ان «من في سورية يهمهم جدا ظهور نتائج التحقيق» في أحداث «الأحد الأسود» مقدمة تفسيرها بأن «التصعيد الذي افتعل ضد المتظاهرين لأسباب مطلـبية، أريد به الضغط على الموقف الســوري في الاجتماع الوزاري العربي» ، مضيفة أن «الرصاص المجهول المصدر هو الذي وتر الوضع» في بيروت.

من جهته استغرب مصدر رسمي في وزارة الخارجية ما جاء على لسان السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة من تعليق على البيان الوزاري العربي، وقال المصدر لـ«السفير»أن دمشق «استغربت من اين جاء كلام السفير السعودي في بيروت بشأن تفسيره للمبادرة العربية»، مضيفا «أنه ليس في نص بيان وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير ما يوحي بما قاله السفير السـعودي في بيروت».

وتابع المصدر في هذا السياق أن «أهم شيء جرى في اجتماع القاهرة هو أنه حافظ على روح الخطة العربية المتكاملة الصادرة عن الاجتماع الوزاري الأول، بحيث لا تتبنى أي تفسير، فصرف النظر عن التفسيرات التي تقدم بها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وأبقى عليها سلة واحدة تتضمن ثلاث خطوات» في إشارة الى نص البيان الذي يفصل خطوات العمل في بيروت عبر:

أ) »انجاز انتخاب الرئيس التوافقي (العماد ميشال سليمان) على اسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

ب) إجراء المشاورات للاتفاق على اسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

ج) بدء العمل على صياغة قانون جديد للانتخابات النيابية فور تشكيل الحكومة».

وفي هذا الصدد أكد المصدر أن سورية «تدعم جهود الأمين العام وطالبنا بأن يتحرك بسرعة باعتبار أن الوقت ضيق وأن يتم دعمه من قبل كل من يملك نفوذا في لبنان».

ورأى المصدر أن «الدعم هنا لا يعني الضغط، وإنما يقوم على تقريب وجهات النظر والمساعدة ». وكانت مصادر سورية مطلعة لفتت إلى ان البيان الوزاري العربي «اشاد بجهود (الأمين العام لجامعة الدول العربية) وليس بتقريره» وذلك «لأن سورية فندت تقرير الأمين العام(خلال الاجتماع) بحيث تعذر الإشادة بالتقرير» في إشارة إلى احتجاج سورية على تسريب الجامعة العربية للتقرير الذي كان موسى صنفه «كسري جدا» ، إضافة إلى «غياب رأي المعارضة عن الاجتماع الوزاري وخصوصا المذكرة التي أرسلت باسمهم إلى الاجتماع ».

وكانت دمشق عبرت عن ارتياحها للبيان عموما، خصوصا في ما يأتي فيه من إشارة إلى الانطلاق فوق الخلافات التي يشهدها لبنان بالعودة إلى البيان الوزاري الذي تشكلت على أساسه حكومة فؤاد السنيورة ، و«خصوصا في توصيتيه حول دعم المقاومة ورفض التوطين»، كما في إشارته لضرورة «توفير الضمانات والتطـمينات المتبادلة بين الفرقاء اللبنانيين للمساهمة فى بناء الثقة، بمـا في ذلك التفاهم على استمرار حكومة الوحدة الوطنية»، والتي فهم أنها لا تعني فريقي الأكثرية والمعــارضة فقط بل أيضا رئيس الجمهورية خصوصا في ضوء ما حصل أمس الأول.

وفسرت المصادر فقـرة «قيام الامين العام بمعالجة نسـب التمثيل في الحكومة مع الطرفين المعنيين في اجتماع الاطراف اللبنانية المشار اليها» بأنها تعني أن يقوم موسى «بدور الوسيط بين هذه الفئات» لا أن يضع النسب بنفسه.

وفي سياق آخر نفى مصدر في الخارجية ما نقل على لسان الأمين العام موسى في صحيفة القبس الكويتية عن لقاء له بالرئيس السوري بشار الأسد، وقالت ان «موسى لم يقل ما نقل عن لسانه» واصفة ما كتـب بأنه »هراء إعلامي».

مصادر
السفير (لبنان)