خلصت لجنة تحقيق اسرائيلية رسمية الاربعاء الى ان حرب لبنان في صيف 2006 شكلت "اخفاقا كبيرا وخطيرا" لاسرائيل لكنها اعتبرت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت تصرف "وفقا لمقاربة مخلصة لمصالح اسرائيل".

وجاء في التقرير بحسب ما ورد في الخلاصات التي تلاها رئيس لجنة التحقيق الياهو فينوغراد خلال مؤتمر صحافي في القدس ان "هذه الحرب شكلت اخفاقا كبيرا وخطيرا (...) لقد كشفنا وجود ثغرات خطيرة على اعلى مستويات الهرمية السياسية والعسكرية".

وفي المقابل لاحظ فينوغراد وهو يتلو التقرير ان "رئيس الوزراء ووزير الدفاع (في تلك الفترة عمير بيريتس) تصرفا وفقا لمقاربة مخلصة لمصالح اسرائيل".

وعمدت اللجنة الى انتقاد الهرمية السياسية والعسكرية من دون ان تستهدف اولمرت مباشرة.

واعرب مسؤول اسرائيلي قريب من رئيس الحكومة الاسرائيلية عن ارتياحه لخلاصات تقرير لجنة التحقيق وقال لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان "الانتقاد الوارد في التقرير اكثر اعتدالا من التقرير الاولي. نحن راضون".

وكانت اللجنة اصدرت تقريرا اوليا العام 2007 حملت فيه اولمرت مسؤولية الاخفاقات في حرب لبنان.

واعلن اولمرت في الايام الاخيرة تصميمه على عدم الاستقالة من منصبه مؤكدا انه اخذ العبر من هذه الحرب.

لكن لجنة التحقيق قالت ان العملية البرية التي اطلقت في الايام الاخيرة للنزاع العسكري بين حزب الله الشيعي اللبناني واسرائيل (12 تموز/يوليو-14 اب/اغسطس) "لم تحقق اهدافها".

واسفرت هذه العملية عن مقتل 33 جنديا اسرائيليا وذلك قبل ستين ساعة من دخول وقف الاعمال الحربية حيز التطبيق في 14 اب/اغسطس.

واضاف التقرير ان "الدخول في الحرب من دون وضع استراتيجية للخروج شكل ثغرة خطيرة" مشيرا الى ان "ادارة الحرب كانت متعثرة على المستويين السياسي والعملاني وخصوصا على مستوى القوات البرية".

واورد التقرير ايضا ان "منظمة تضم بضعة الاف الاشخاص (حزب الله) تمكنت من مواجهة اقوى جيش في الشرق الاوسط يملك وسائل حديثة. ان الجيش اخفق. اسرائيل لم تستخدم امكاناتها العسكرية في شكل صحيح رغم انها شنت الحرب".

وفي بيروت قال المتحدث باسم حزب الله حسين رحال لوكالة فرانس برس ان التقرير اثبت ان "اسرائيل فشلت فشلا كاملا في تحقيق اهدافها والجيش الاسرائيلي تلقى هزيمة على يد المقاومة".

وتابع القاضي فينوغراد ان "اللجنة تجنبت تحميل مسؤوليات شخصية الا ان هذا لا يعني انها غير موجودة".

واعتبر التقرير ايضا ان "الجيش اخفق في ادارته للحرب ولم يقدم للقيادة السياسية نتائج يمكن الاستفادة منها على المستوى السياسي" موضحا ان الجيش لم يتمكن من وقف اطلاق صواريخ حزب الله على اسرائيل.

وكان فينوغراد سلم في وقت سابق اولمرت نسخة من هذا التقرير الذي يتألف من 600 صفحة استنادا الى 74 شهادة قدمها مسؤولون سياسيون وعسكريون وخبراء.

بدوره تسلم وزير الدفاع ايهود باراك نسخة مماثلة. وكان سلفه العمالي عمير بيريتس ورئيس الاركان السابق الجنرال دان حالوتس وقائد الجبهة الشمالية الجنرال عودي آدم وقائدا فرقة اضطروا الى تقديم استقالاتهم اثر صدور التقرير الاولي.

وتم تشكيل لجنة فينوغراد بضغط من الرأي العام الاسرائيلي. وشملت انتقادات ما بعد الحرب عدم استعداد الوحدات النظامية وقوات الاحتياط والارتباك داخل صفوفها وتضارب الاوامر الصادرة عن القيادة وعدم تحقيق الجيش لاهدافه.

ولم يتمكن الجيش الاسرائيلي في صيف 2006 من شل الترسانة العسكرية لحزب الله ومنع اطلاق صواريخه على اسرائيل وتحرير الجنديين اللذين اسرهما التنظيم الشيعي قبيل اندلاع المواجهات.

وجاء في التقرير ان "خوض الحرب من دون استراتيجية خروج شكل ثغرة خطيرة" معتبرا ان "الاداء الحربي كان فاشلا على مستوى القيادة السياسية وعلى المستوى العملاني وخصوصا داخل القوات البرية".

واوقع هذا النزاع اكثر من 1200 قتيل في لبنان غالبيتهم من المدنيين في حين سقط 160 قتيلا لدى الجانب الاسرائيلي غالبيتهم من العسكريين.

واعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية انها ستتخذ موقفا "خلال الايام المقبلة".

ودعت المعارضة اليسارية واليمينية الى استقالة اولمرت فيما دعا النائب عن تكتل ليكود (يمين) سيلفان شالوم باراك الى الانضمام للمعارضة.

وفي حال سحب نواب حزب العمال ال19 ثقتهم من الحكومة فان ائتلاف اولمرت سينهار ولا يمكن عندها اجراء انتخابات مبكرة الا اذا حل الكنيست نفسه بموافقة الاكثرية علما ان ولايته التشريعية تنتهي في تشرين الثاني/نوفمبر 2010.

لكن ايا من احزاب الغالبية لا يرغب حاليا في هذا السيناريو كون استطلاعات الرأي تتوقع فوز زعيم الليكود بنيامين نتانياهو.