قال قائد عسكري أميركي كبير إن بلاده تخوض ثلاث حروب منفصلة لكنها ذات صلة في العراق في الوقت الراهن، وإن أكثرها مدعاة للقلق تلك التي تشنها ضد من سماهم المتطرفين الشيعة.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست في عددها اليوم عن قائد الفرقة الرابعة مشاة من القوات الأميركية في العراق اللواء جيفري هاموند أن أولى تلك الحروب هي التي تدور رحاها ضد تنظيم القاعدة هناك.

وأضاف أن هذه الحرب تمضي بشكل جيد على الرغم من الارتفاع المفاجئ في أعمال العنف على النحو الذي شهدته أسواق بغداد يوم الجمعة، مشيرا إلى أن القاعدة في العراق محبطة لكنها لم تهزم.

أما الحرب الثانية التي تدور ضد ما وصفه التقرير بالتمرد السني الداخلي فقد باتت في سبات في كثير من المناطق في العام المنصرم حيث بدل حوالي 80 ألف رجل مسلح، معظمهم متمردون سابقون، مواقفهم وأدرجوا في كشوف الرواتب الأميركية.

ويعد ثالث الصراعات الدائرة وربما أكثرها إرباكا للقادة الأميركيين ذلك الذي تخوضه الولايات المتحدة ضد "المتطرفين" الشيعة.

وذكرت الصحيفة أن أكثر من ثلثي الإصابات وسط الجنود الأميركيين تتسبب فيها القنابل المزروعة على جوانب الطرق، وبخاصة المتفجرات ذات التقنية العالية المضادة للدروع.

ومضت إلى القول إن كبار الضباط يرون أن الأوضاع في تلك الحروب تسير بشكل جيد على نحو غير متوقع حتى إن حديثهم عنها يتسم بالتفاؤل.

ولعل أحد الأسباب الرئيسية في التحول في مجرى الحرب بالعراق، حسب رأي اللواء هاموند، تكمن في زيادة فعالية قوات الجيش والشرطة العراقية.

التحدي الأكبر
يأمل القادة الأميركيون أن ينبذ مقتدى الصدر العنف كوسيلة سياسية (الجزيرة-أرشيف)

من جانبه، قال الرائد جيف جونز نائب رئيس الاستخبارات التابعة للفرقة الرابعة مشاة، إن تنظيم القاعدة في العراق بدأ بمهاجمة المجموعات المسلحة المتعاونة مع القوات الأميركية.

وتابع أن غالبية تلك المجموعات سنية وأن تلك الهجمات تعني الآن أن القاعدة هي "أكبر قاتل للسنة بالعراق".

ويبدو أن التحدي الأكبر الذي يواجه الولايات المتحدة في حربها في مطلع عام 2008 يتمثل في القنابل التي تزرعها "الجماعات الشيعية المتطرفة" على جوانب الطرق.

ويسمي الجيش الأميركي تلك التنظيمات "المجموعات الخاصة" حتى يميزها عن المقاتلين الإسلاميين الموالين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

ويأمل المسؤولون الأميركيون أن ينبذ مقتدى الصدر العنف كوسيلة سياسية عوضا عن إعلان وقف إطلاق النار ستة أشهر على نحو ما فعل في أغسطس/آب الماضي.

ويسود الاعتقاد في أوساط الحكومة الأميركية أن تلك المجموعات الخاصة تتلقى دعما مكثفا من إيران.