تسابق مديرية الخدمات في مجلس العاصمة السورية دمشق الزمن، لاستكمال الاستعدادات اللوجستية لاستضافة القمة العربية المقبلة يومي 28 و29 من مارس/ آذار المقبل، وكانت قد سرت تكهنات بأن أعمال مديرية الخدمات قد تباطأت على ضوء تقديرات من المستوى السياسي باحتمال عدم انعقاد القمة في دمشق، ونقلها إلى مقر جامعة الدول العربية على ضوء الخلافات العربية، أو الاستعاضة عن القمة الدورية بقمة استثنائية، ونفت ذلك مراجع مسؤولة في المحافظة، وعزت الابطاء في الشهر الماضي إلى العوامل الجوية الصعبة، وقالت انه بعد تحسن الطقس عاد العمل بوتيرة سريعة.

ولاحظت “الخليج” ان آليات ثقيلة كثيرة وورشات عمل متعددة الاختصاصات تعمل على مدار الساعة، للانتهاء من توسيع أوتستراد مطار دمشق الدولي وتجميله واعادة انارته، وان الفيلات التي أقيمت قرب قصر الأمويين للمؤتمرات دخلت مرحلة التشطيب النهائي، وستكون جاهزة قبل منتصف الشهر المقبل.

وبشأن الملفات السياسية في جدول أعمال مؤتمر القمة العربية قالت مصادر واسعة الاطلاع في دمشق انه في الأيام القليلة الماضية تبلور موقف مشترك بين دول عربية عديدة بضرورة ان تتصدى القمة لملفات فلسطين والعراق ولبنان والسودان بقرارات تاريخية، تخرج المواقف الرسمية العربية من حالة الصراع والشلل.

وقالت المصادر ل “الخليج” من المتوقع أن يتبنى مؤتمر القمة مبادرة للمصالحة في العراق، وموقفاً واضحاً من الأوضاع في قطاع غزة، يدعم مواقف مصر لفك الحصار عن غزة بمعالجات جذرية، تنهي تحكم “إسرائيل” بالمعابر، وفي الوقت نفسه يفوت الفرصة على الخطط “الإسرائيلية” الهادفة للتحلل من التزاماتها كقوة احتلال وفصل قطاع غزة عن الضفة.

وأضافت المصادر ان زيارة سيقوم بها بعد أيام إلى دمشق وزير الداخلية في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية عبد الرزاق اليحيى تشكل فرصة للبحث عن آليات عملية لازالة العوائق من أمام استعادة الفلسطينيين لوحدتهم، وتسهل معالجة الملف الفلسطيني.

وتوقعت المصادر على ضوء تعقيدات أحاطت بملف الأزمة الداخلية اللبنانية في الأيام الماضية صعوبة التوصل إلى حلول قبل انعقاد القمة. وبالتالي تصدي القمة لهذا الملف، استناداً إلى الخطة المتكاملة التي وضعها وزراء الخارجية العرب في القاهرة.

وترى المصادر نفسها ان مبادرة غالبية الدول العربية لتأكيد مشاركتها في القمة في أرفع تمثيل رسالة واضحة بضرورة توقف بعضهم عن التلويح بسلاح انعقاد القمة للضغط والابتزاز، وتحمل في طياتها أيضاً رغبة أكيدة في المحافظة على مؤسسات العمل العربي المشترك، والحرص على حل الخلافات العربية بالتفاهم والحوار البناء. وقالت إن أكثر من عشر دول عربية أكدت حتى الآن انها ستشارك في القمة على مستوى أول.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)