قال السفير الأميركي السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان إن «التدخل الخارجي فيه يبقى مشكلة كبيرة، لكن تحديده أمر صعب وهنا التحدي». واعتبر أن «التوازن في لبنان مال لمصلحة القرار اللبناني ولا أوافق على أن حلفاء سورية باتوا أقوى».

وجاء كلام فيلتمان، في حديث طويل أجرته «الحياة» معه قبل ان يغادر بيروت في نهاية فترة انتدابه تخللته مراجعة لأبرز محطات عمله في لبنان منذ صيف العام 2004. وتناول فيلتمان اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والاغتيالات ومحاولات الاغتيال في لبنان، فقال عن المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري وسائر الجرائم المرتبطة بها، وإمكان التوصل الى تسوية من خلالها شبيهة بتسوية لوكربي: «نحن لا نضع أموالنا (لتمويل قيام المحكمة) من أجل محكمة تصبح موضوع صفقة أو تتجمد».

وأكد فيلتمان ان «تهديد عدد من الشخصيات (بالاغتيال) مؤكد وليس افتراضياً». وطرح أسئلة حول محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في 1 تشرين (اكتوبر) 2004 بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي آنذاك ريتشارد بيرنز لدمشق، وحول اغتيال الحريري بعد زيارة مماثلة لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية السابق ريتشارد أرميتاج.

وأوضح فيلتمان ان «اللبنانيين الذين أجروا محادثات مع الإدارة الأميركية أكدوا انه لا يمكن القيام بأي عمل يسرّع في عدم الاستقرار (بالنسبة الى نزع سلاح الميليشيات و «حزب الله») وسرنا على مبدأهم لأنهم هم الذين وضعوا الأجندة». وأشار الى ان القول ان بعض القيادات اللبنانية طلبت من واشنطن حض إسرائيل على نزع سلاح الحزب «غير صحيح».

وتحدث فيلتمان عن الخلاف مع زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون. وقال ان السفارة في بيروت «مستمرة على علاقة معه... وكنت تمنيت لو ان في إمكانه ان يستخدم دوره في البرلمان وان يفتح هذا البرلمان ليعمل من داخله بدلاً من الشارع». وتابع: «لا نفهم لماذا يسمح باستخدام نفسه لتغطية حلفاء سورية وإيران».

وتحدث السفير الأميركي السابق الذي بات في منصب النائب الأول لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، عن حرب تموز وانتخابات الرئاسة في لبنان. وتناولت «الحياة» معه انطباعاته عن عدد من القيادات اللبنانية بدءاً بالرئيس السابق اميل لحود، مروراً برئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة والبطريرك الماروني نصر الله صفير وزعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط والرئيس السابق أمين الجميل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)