أثار مخطّط سعودي لتوطين مجنسين يمنيين في جنوب السعودية مخاوف لدى شيعة المملكة من تعديل الخريطة الديموغرافية في المنطقة، ولا سيما أن المجنسين الجدد من الطائفة السنية. وطلب الشيعة من السلطات التخلي عن خطط التوطين.
وتقول الطائفة الشيعية الإسماعيلية في نجران، وهي منطقة متاخمة لليمن، إن قادتها تمكنوا من تقديم التماس إلى الملك السعودي الملك عبد الله قبل عامين لوقف توطين ما يصل إلى عشرة آلاف من أفراد قبيلة يمنية في مشاريع إسكان أقيمت لهم على أجزاء كبيرة من الأرض المحيطة بمدينة نجران.
كما أرسلت الطائفة نفسها خطاب احتجاج في الشهر الماضي إلى أمير منطقة نجران مشعل بن سعود يشكو التهميش ويطالب بوقف خطط توطين القبيلة اليمنية. وجاء في الخطاب: «لقد قطع الملك والعديد من صانعي القرار وعودهم لمواطني نجران بوقف هذا المد التوطيني الموسع. بالتدقيق في بعض من الخطابات الرسمية السابقة الموقعة من أمير المنطقة، يتضح أن التوطين مخطط متعمد واسع المدى»، في إشارة إلى الآلاف من سكان نجران يقول الخطاب إنه يجري تجاهلهم منذ فترة طويلة عندما كانوا يطلبون سخاءً مماثلاً من الدولة.
وقال محمد العسكر، وهو ناشط من الطائفة الشيعية الإسماعيلية شارك في إعداد الالتماس: «تلقينا تأكيدات على أن بعض المسائل قد تحل، لكن مسائل أخرى ستستغرق وقتاً».
ونجران هي المركز التاريخي للشيعة الإسماعيلية. وشهدت اشتباكات عنيفة عام 2000 بين المئات من الشيعة مع الشرطة. ويقول الشيعة الإسماعيليون إن هذه الاشتباكات كانت نتيجة خطط لتخفيف وجودهم بالاستعانة بالسنة، وإن سياسة الاستيطان من الممكن أن تسبب المزيد من الاضطرابات الاجتماعية.
وقالت هيئة حقوق الإنسان التابعة للحكومة إنها تبحث مسألة نجران. وقال رئيس هيئة حقوق الإنسان، تركي السديري: «نحن حقاً لا علم لنا بما يحدث. لست متأكداً من المعلومات التي يجدر تصديقها. ليس لدينا مسؤول هناك».
ويشكل الشيعة الإسماعيليون غالبية كبيرة في هذه المنطقة النائية التي أعلن أن عدد سكانها 420 ألف نسمة طبقاً لتعداد عام 2004. وفي زيارة تمت في الآونة الأخيرة لهذه المنطقة، شوهدت لافتات ضخمة موقعة بأسماء زعماء قبيلة اليافعي اليمنية لتوجيه الشكر إلى الحكومة المحلية وكبار أفراد الأسرة المالكة لتمويل بعض مشاريع الإسكان مثل التجمعات السكنية الفاخرة والمنازل المكونة من طابق واحد وإنارة الطرق والكهرباء.
وقال سعيد (30 عاماً)، في إشارة إلى خريطة على جدار مكتب مهجور عليه رسوم لوحدات سكنية جديدة، إن «هذا شكل من أشكال التمييز العنصري». وأضاف أنه «لا توجد خدمات في منطقتنا... هناك أسر لا يمكنها الحصول على منزل جديد أو عقد قانوني بالأرض التي تعيش عليها». وأضاف: «لكن حتى أطفال الوافدين الجدد يمنحون قطعاً من الأرض».
ومعروف أن الشيعة موجودون في مناطق وأقاليم مختلفة من السعودية؛ ففي المنطقة الشرقية يشكل الشيعة نسبة كبيرة من السكان، وهم مذهبياً ينتمون إلى الإمامية (الجعفرية). وكذلك الأمر ينطبق على شيعة المدينة (النخاولة). كما أن هناك وجوداً شيعياً ًبين قبائل حرب وجهينة (الحروب) وفي منطقة ينبع البحر، وهم من الشيعة الكيسائية. أما الشيعة «الإسماعيليون» فينتشرون في الجنوب، وخصوصاً في نجران بين قبائل يام. كما ينتشر الشيعة «الزيود» في مناطق عديدة من المنطقة الجنوبية والغربية.