نقلت صحيفة الحياة عن مصادر مصرية إن القاهرة تسعى مع الزعماء العرب إلى تجاوز عقبات لتكفل تهيئة المناخ لقمة عربية ناجحة. وسط شعور مصري حسب نفس المصادر بأن ما بُذل حتى الآن من أطراف مختلفة، بينها الدولة المستضيفة للقمة، «لم يصل بعد إلى الدرجة التي تكفل نجاح القمة وتسهل مهمة الزعماء العرب في بحث الملفات المعروضة عليها».

ووفق نفس المصادر فإن القاهرة ما زالت ترى أن الوقت متاح لتجاوز العقبات التي تحول دون تعقيد القمة وإفشالها. ويأتي في هذا الإطار الجولة خليجية التي يبدأها الرئيس حسني مبارك اليوم، وتشمل كلاً من المملكة العربية السعودية والبحرين.

ويستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الرئيس حسني مبارك اليوم. وينتقل الرئيس المصري غدا إلى المنامة حيث يجتمع مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ويلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة بعد غد الثلاثاء.

وأعلنت المصادر أن مصر والسعودية «في قارب واحد»، وأن القاهرة ترى أن الشهر الذي سيسبق القمة «يمكن أن يتحقق فيه شيء لإزالة الصعوبات خصوصاً في الملف اللبناني المثير للقلق، إذ يُخشى من تآكل المؤسسات اللبنانية، واستمرار حال الشلل التي يعيشها هذا البلد العربي».

ورأت مصادر عربية في العاصمة المصرية أن المسؤولين المصريين «يحاولون قدر الإمكان إخفاء هذه المشاعر بالإحباط»، علماً أن القاهرة «ترى أن مثل هذه التصرفات لن ينتج عنها إلا مزيد من التوتر والتصعيد إلى درجة وضع بعض المناطق على حافة الحرب الأهلية كما حدث بين حماس وفتح ويخشى من حدوثه في لبنان».

وبحسب المصادر، تتطابق وجهتا النظر المصرية والسعودية في «أن أطرافاً لبنانية مسؤولة بشكل مباشر هي الأخرى عن استمرار الأزمة وأن بعض الفرقاء اللبنانيين مرتبط بالموقف السوري - الإيراني في حين أن آخرين بين قوى المعارضة أيضاً لهم أجندات خاصة لا تصب في المصلحة الوطنية».

وعن الأنباء عن عزم القاهرة خفض مستوى تمثيلها في القمة العربية إذا لم يتم إحراز تقدم في الأزمة اللبنانية، أكدت مصادر مصرية «أن ذلك أمر يحدده الرئيس مبارك بنفسه»، مشيرة إلى أن القاهرة والرياض تسعيان إلى البحث في المواقف المتعلقة بالقمة، علماً أن اجتماعاً وزارياً عربياً سينعقد في مقر الجامعة العربية يومي 5 و6 آذار المقبل.