وساد المناظرة التي جرت في كليفلاند وسبقتها استطلاعات للرأي تشير الى تقدم المرشح الاسود في تكساس وتأخره بفارق
متقلص في اوهايو، اجواء متوترة الى حد كبير. ومنذ البداية، بدأت كلينتون التي تحلم بالعودة الى البيت الابيض كأول رئيسة أميركية، الهجوم، فيما عمد أوباما الى رد اللكمات مرارا في معركة ساخنة.

وكانت المناظرة أكثر حدة من لقائهما السابق الاسبوع الماضي في تكساس،
لكن كلينتون واصلت خلالها انتقادها للتعبيرات التي يستخدمها أوباما في حملته متهمة إياه بالكذب وتقديم المعلومات المغلوطة، وخاصة ما يتعلق بخططها للرعاية الصحية، وهي المسألة التي افتتح فيها الخلاف وطال التقاذف حولها مدة 16 دقيقة.
وكرر كلينتون وأوباما اختلافاتهما بشأن حرب العراق. وحاولت السيدة الاولى السابقة الالتفاف على تصويتها لصالح الحرب، قائلة ان أوباما «معارض مبكر للحرب عنده ميزة انه لم يكن عضوا في مجلس الشيوخ عام 2002» حين صوتت. لكن أوباما قال ان تصويتها «سهّل ومكّن» إدارة جورج بوش من غزو العراق.

وخلال المناظرة، شكت كلينتون من توجيه السؤال لها أولا أكثر من أوباما مما يعطيه فرصة التعقيب والرد عليها وكررت اتهامات سابقة بأنه يلقى معاملة تفضيلية من وسائل الاعلام. وقالت «اذا شاهدتم (برنامج) ليلة السبت ربما كان ما ينقص هو ان نسأل باراك ما اذا كان مستريحا في جلسته ام انه يحتاج الى مزيد من الوسائد».

وسئلت كلينتون التي شككت كثيرا في خبرة أوباما في السياسة الخارجية، عن اسم الخليفة المرجح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فتلعثمت في اسم ديمتري ميدفيديف، ثم نطقته صحيحا في آخر الامر وقالت «ميدفيديف.. اي شيء»، بينما حاول اوباما اعادة التأكيد على ايجابية نظرته بشأن «التحدث مع قادة دول معادية». وردا على السؤال الاخير، قال اوباما ان برنامجه وبرنامج كلينتون متشابهان، الا ان ما يميزه هو قدرته على «توحيد البلاد».

وقدم اوباما نفسه على انه «صديق اسرائيل» وحرص على التقليل من أهمية الدعم الذي تلقاه من زعيم منظمة أمة الاسلام لويس فرقان المعروف بمواقفه المعادية لاسرائيل. وحتى حول هذه القضية لم يتفق المرشحان. وذكّرت كلينتون بأنها رفضت في السابق دعم مجموعة معادية للسامية، موضحة ان «الرفض يختلف عن الادانة». ورد اوباما «اذا كانت كلمة رفض أقوى من كلمة إدانة في نظر السيدة كلينتون، فإنني أقول إنني أرفض وأدين» هذا التأييد.

وفي مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرونوت»، قال اوباما «عشت طوال أربع سنوات في أندونيسيا عندما كنت فتى وتعلمت هناك في مدرسة علمانية، وعندما أقسمت اليمين فعلت ذلك على كتاب التوراة الذي يعود للعائلة». وأضاف «سأحضر معي الى البيت الأبيض التزاما غير قابل للتشكيك تجاه أمن دولة إسرائيل والصداقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل».

وبشأن المشروع النووي الإيراني، قال أوباما «لست مقتنعا بأن الدبلوماسية وحدها ستوقف إيران وتمنع حيازتها على سلاح نووي، وأنا مقتنع بأننا سنحتاج إلى قوتنا الوطنية لتحقيق هذا الهدف المهم»، موضحا «مهمتي عندما أصبح رئيسا ستكون إزالة هذا التهديد». لكن أوباما عاد وأكد انه «حان الوقت للتحدث مباشرة مع الإيرانيين من أجل التوصل إلى وقف دعمهم للإرهاب ووقف إنتاج سلاح نووي».

الى ذلك، سخر المرشح الجمهوري الاوفر حظا جون ماكين من قول اوباما خلال المناظرة انه سيقوم بتحرك في حال «أقام تنظيم القاعدة أساسا له بعد ان ننسحب من العراق». وقال ماكين «انه تصريح متميز.. لدي بعض الاخبار.. القاعدة موجودة في العراق وتدعى القاعدة في العراق».
وسارع أوباما للرد على ماكين، قائلا «أدرك أن القاعدة موجود في العراق، لذا قلت إنه يتعين علينا أن نواصل ضرب أهداف القاعدة» مضيفا «لكن لدي بعض الأنباء لجون ماكين... لم يكن تنظيم القاعـدة في العراق الى أن قرر جورج بوش وجون ماكين اجتياحه...».
الى ذلك، أعلن النائب جون لويس زعيم حركة النضال من أجل الحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة، أنه لم يعد يدعم ترشيح هيلاري بل اوباما.

وقال «ان أمرا ما في صدد الحصول في أميركا. هناك حركة وروحية وحماسة في قلب الأميركيين وروحهم لم أشهدها منذ وقت طويل، منذ ترشيح روبرت كينيدي (في 1968). إن الناس تدفع باتجاه يوم جديد في السياسة الأميركية، وأعتقد أنهم يرون باراك أوباما بمثابة رمز لهذا التغيير». ولويس (67 عاما) هو الأكثر شهرة بين «الناخبين الكبار» داخل الحزب الديموقراطي المؤهلين للتصويت لاختيار مرشح الحزب، الذين غيروا ولاءهم من كلينتون الى أوباما.

عن موقع «السفير»