بين ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز إنّ «سوريا بلد عربي شقيق وغالٍ علينا، وتربطنا به أواصر الأخوة والدم والمصير"، وأكد عشية زيارته إلى الدوحة حرص المملكة "على لم الشمل ووحدة الصف وتقوية التضامن العربي"، معربا عن أمله "أن تكون الظروف مهيأة لنجاح القمة العربية المقبلة»، لافتاً إلى أنّ هذه القمة «تأتي في ظروف حرجة بالنسبة للوضع في فلسطين ولبنان، ومن مصلحة الأمة العربية جمعاء أن تحقق النجاح المطلوب منها».
وقال الأمير السعودي لصحيفة «الشرق» القطرية أن المبادرة العربية للسلام ستبقى المرجعية السياسية لأي مفاوضات بين العرب وإسرائيل، مشيراً إلى أن الرياض تأمل في توفير الظروف المناسبة لنجاح قمة دمشق وتعمل لتفادي وقوع حرب أهلية جديدة في لبنان.
كما بين الأمير سلطان إنه «بالرغم من المماطلة الإسرائيلية في تقديم استحقاقات السلام في المنطقة وفق هذه المبادرة، فإننا على قناعة بأن المبادرة العربية ستظل هي المرجعية السياسية التي تبدأ منها وتنتهي عندها أية مفاوضات»، مشيراً إلى أنّ «الانقسام داخل الصف الفلسطيني، للأسف الشديد، أعطى الفرصة لإسرائيل وهيأ المناخ المناسب لها في أن تحقق بعضاً من أهدافها التي تسعى من خلالها إلى تدمير كل الجهود السلمية في المنطقة».
وأشار الأمير السعودي إلى أنّ بلاده «تعمل على دعم وتأييد المصالحة والاتفاق بين الأطراف اللبنانية من أجل تفادي العودة إلى أجواء الحرب الأهلية مرة أخرى». وأضاف «نحن نقف من جميع الأطراف على مسافة واحدة، ولا نتدخل في الشأن اللبناني الداخلي، وإنما نقوم بما يمليه علينا واجبنا تجاه الأشقاء هناك بمتابعة الجهود في سبيل تجاوز أزمة الرئاسة اللبنانية»، مذكّراً بالدور الذي قامت به الرياض في التوصل إلى اتفاق الطائف.
ويبدأ سلطان اليوم زيارة رسمية إلى الدوحة بدعوة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهي الأولى لمسؤول سعودي منذ تدهور العلاقات بين البلدين في العام ,2001 بعدما سحبت الرياض سفيرها من الدوحة احتجاجاً على ما رأت فيه السعودية تدخلاً من قبل قناة «الجزيرة» القطرية في شؤونها الداخلية.
وفي هذا الإطار، باشر السفير السعودي السابق لدى دمشق احمد بن علي القحطاني، أمس، مهامه كسفير لبلاده لدى الدوحة، بعد قطيعة دبلوماسية استمرت خمسة أعوام .