عبرت الصحف المصرية الصادرة اليوم الاثنين, عن مخاوفها من تبعات زيارة نائب الرئيس الأميركي للمنطقة واحتمال نشوب حرب جديدة, واستنكرت انحياز كوندوليزا رايس الأعمى لإسرائيل, وشككت في نجاح الاتفاق السوداني التشادي, وداخليا تناولت أزمة الانتخابات المحلية, بالإضافة إلى مواضيع أخرى.

زيارة مريبة
عصام العريان كتب في صحيفة الدستور يقول إنه كلما جاء ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي للمنطقة, وضع الزعماء العرب أيديهم على قلوبهم, خوفا من قائمة التكليفات التي يحملها معه هذا الرجل الصارم, لأنه كان مهندس الحربين السابقتين على العراق.

ويتساءل: هل هذه الزيارة المرتقبة تمهد مسرح العمليات في الخليج لحرب جديدة على إيران, كانت فرصتها قد تضاءلت في الشهور الأخيرة؟

وينبه العريان إلى مجموعة من المؤشرات التي تزيد من احتمالات شن الحرب, منها وجود المدمرة كول أمام السواحل السورية, والتأزم الشديد في مسألة الرئاسة اللبنانية, والفشل الصهيوني في اجتياح غزة, والإلحاح المستمر على استمرار المفاوضات العبثية بين عباس وأولمرت, بالإضافة إلى التوجيه الأميركي للقادة العرب بالتروي في قرار الحضور لقمة دمشق.

ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن هناك عوائق أمام الإدارة الأميركية, عليها إزالتها إذا قررت شن الحرب المرتقبة, وأهمها الموقف المحايد للوكالة الدولية للطاقة الذرية, والموقف الأوروبي المتردد في استخدام القوة, والموقف الروسي والصيني المعادي للحرب, ويبدو من الصعب -حسب رأيه- إزالة هذه العوائق في الشهور القليلة المتبقية لإدارة بوش.

انحياز أعمى
صحيفة الجمهورية انتقدت توجيه كوندوليزا رايس اللوم إلى الفلسطينيين والإسرائيليين على قدم المساواة, لعدم اتخاذهم خطوات تؤدي إلى تحسين أرضية التفاوض من أجل السلام.

واستنكرت الصحيفة في مقالها الافتتاحي أن تطلب رايس من السلطة الفلسطينية فعل الكثير, من أجل تقليم أظافر المقاومة ضد الاحتلال, في الوقت الذي لا تبدي فيه إسرائيل أية بادرة على الرغبة في السلام, بل العكس هي ماضية في إقامة المستوطنات جهارا نهارا, ومستمرة في شن الاعتداءات الوحشية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

ورأت الجمهورية أن الخطوات الضرورية لتحسن الأجواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين, لا تنطلق من رام الله كما تتصور رايس, بل من تل أبيب حيث قادة الآلة العسكرية الإجرامية, الذين يطلقون التهديدات بسحق الفلسطينيين, منطلقين من غرور وصلف شديدين مرجعهما انحياز أميركي أشد.

المشكلة داخلية
عطية عيسوي كتب في صحيفة الأهرام يؤكد أن مصير اتفاق عدم الاعتداء, الذي وقعه الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي, على هامش القمة الإسلامية في السنغال, لن يكون أفضل من الاتفاقات الأربعة التي سبقته, وفشلت جميعها في إنهاء الخلافات, التي وصلت إلى حد المواجهة العسكرية المباشرة, مالم يحل ديبي خلافاته مع المتمردين في شرق تشاد, ويقبل البشير بالمطالب المشروعة لحركات التمرد في دارفور.

ويرى عيسوي أن المشكلة داخلية في الأساس, سواء في تشاد أو في السودان, ولكنها انعكست بالسلب على العلاقات بين البلدين, بسبب الحدود الطويلة غير المسيطر عليها بينهما (1350 كلم) ووجود 26 قبيلة مشتركة ينقسم أبناؤها على جانبي الحدود, وتوفر الدعم بالمال والسلاح والأفراد للمتمردين في كلا الدولتين.

ويشير الكاتب إلى أن انعدام الثقة لا يزال سيد الموقف في العلاقة بين الطرفين, وأنه لا جديد في هذا الاتفاق سوى تشكيل مجموعة اتصال من وزراء خارجية عدد من الدول, وبالتالي فقليلون هم من يتوقعون أن ينجح الاتفاق هذه المرة.

انتخابات مرفوضة
وائل الإبراشي كتب في صحيفة صوت الأمة يؤكد رفضه للأسلوب الذي تدير به حكومة الحزب الوطني الانتخابات المحلية, عبر وضع العراقيل أمام المرشحين من كافة التيارات, حتى بعض أبناء الحزب الوطني أنفسهم.

ويتساءل الإبراشي: لماذا نهدر الأموال ونضيع الجهد والوقت في انتخابات وهمية لا وجود لها, إلا في خيال الحزب الوطني؟ لماذا لا نوفر كل هذه الأموال ونوزعها على الفقراء الذين يقفون في طوابير الخبز ويموتون من الجوع؟

ويؤكد الكاتب أن الناس في مصر يموتون ببطء بسبب البطالة والغلاء والمرض, ومع ذلك فليس من حقهم أن يحلموا بالتغيير عبر صناديق الانتخابات, وهذا بالطبع يمكن أن يؤدي إلى عودة البعض للعنف مجددا, وعودة الجماعات المسلحة, وهذه كارثة لأنها ستحرق الجميع.