اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري حسني مبارك، في موسكو امس، على أن أي تسوية للنزاع في الشرق الأوسط، تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، «ممكنة فقط» في حال استعادة وحدة الصف الفلسطيني.

وكان لافتاً أن يتحدّث بوتين عن القمة العربية التي تلتئم في نهاية الأسبوع في دمشق، آملاً بأن تؤيد المقترحات التي تقدّمت بها بلاده لعقد مؤتمر للسلام في موسكو، على غرار مؤتمر أنابوليس.

وأكد مبارك، خلال مباحثاته مع بوتين التي تناولت ملفات لبنان وسوريا، على تطابق مواقف موسكو والقاهرة حيال مسائل التسوية في المنطقة والعراق وإيران. وأضاف، في مؤتمر مشترك عُقد في مقر الرئاسة الروسية في ضواحي موسكو، أنه اتفق مع بوتين على العمل من أجل وقف العنف في الأراضي المحتلة، ورفع الحصار عن قطاع غزة. ودعاه إلى حضور منتدى شرم الشيخ الاقتصادي الذي سيقام في أيّار المقبل.

من جهته، اعتبر بوتين أنه «من دون الوفاق لا يمكن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة»، كعامل استقرار في المنطقة، بما فيها إسرائيل، معرباً عن «اقتناعه» بأن قمة دمشق «ستؤيد المقترحات الروسية» بشأن عقد مؤتمر للسلام في موسكو، ومشيراً إلى أن بلاده «ستكون مستعدة لعقد هذا المؤتمر إذا بدا وكأن الاتفاق بين جميع الأطراف (المعنية) ممكن» والتي يتعين أن يكون لديها «الرغبة في تحقيق نتائج إيجابية».

وأشاد بوتين بتعاون روسيا ومصر على الساحة الدولية، قائلاً «مع الأخذ في الحسبان تنامي التوترات الإسرائيلية الفلسطينية، فإننا نعتقد أن هناك حاجة إلى دور وساطة من مصر وروسيا»، مشيراً إلى أن مباحثاته مع مبارك تناولت ملفات العراق ولبنان وسوريا والملف النووي الإيراني.

ولفت بوتين المنتهية ولايته إلى أن روسيا ومصر تعتزمان الاستمرار في تعاونهما الوثيق بعد تولي الرئيس المنتخب دميتري ميدفيديف مهامه.

اقتصادياً، وقّع الرئيسان اتفاقية حول الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، يسمح للشركات الروسية المشاركة في المناقصة التي ستطرحها القاهرة، في الأشهر المقبلة، لإنشاء أول مفاعل نووي في مصر، من أصل أربعة.

وكان مبارك أعلن، عقب لقائه ميدفيديف أمس، أن مصر وروسيا توصلتا إلى اتفاق في هذا المجال، فيما شدد ميدفيديف على أهمية «الشراكة المثمرة» بين البلدين في المجال النووي، مضيفاً أنه سيسعى خلال ولايته للحفاظ على المستوى الذي بلغته العلاقات بين البلدين خلال عهد بوتين.

كما بحث مبارك وبوتين مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية الخاصة في مصر، التي قال بوتين أنها ستتيح مضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين، في غضون خمس سنوات، والذي يتجاوز حاليا ملياري دولار.

وبدورهما، بحث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيره الروسي سيرغي لافروف جهود دفع عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وملفات لبنان وسوريا والعراق.

مصادر
السفير (لبنان)