انتقل الصراع العربي ـ الإسرائيلي إلي صفحات موقع التعارف، فيس بوك وفيما ترمي اسرائيل بثقلها في هذا الموقع الحديث نسبيا، ورغم تحوله إلي ظاهرة عالمية تجذب إليها عدداً هائلاً من المستخدمين من مختلف البلدان، وعدداً من القيادات السياسية في إسرائيل وغيرها، تبدو الجهات الرسمية الفلسطينية غائبة عن الالتفات إلي أهمية هذا الموقع في نقل الرسالة الفلسطينية.
وفوجئ مستوطنون إسرائيليون، أرادوا تعبئة نموذج الاشتراك في الموقع الالكتروني، الذي أصبح ملتقي اجتماعيا، أن عليهم اختيار فلسطين بدلا من إسرائيل في خانة العنوان الشخصي.
ويأمل الفلسطينيون بأن يشكل قطاع غزة، بالإضافة إلي الضفة الغربية والقدس، نواة دولة فلسطينية مستقلة.
لكن المستوطنين اليهود يريدون أن تبقي تلك المناطق تحت السيطرة الإسرائيلية، رافضين سياسة حكومتهم الرامية إلي السماح بإقامة دولة فلسطينية.
واستجابة لحملة إسرائيلية، سمح القائمون علي موقع فيس بوك لسكان المستوطنات اليهودية باختيار إسرائيل مكانا للسكن بدلا من فلسطين، وفقا لما نقلته وكالة أسوشييتد برس عن بعض المستوطنين.
وقال شاناه ليرمان، وهو مستوطن يهودي نظم حملة الاحتجاج، إن إدارة موقع فيس بوك أضافت أسماء بعض المستوطنات إلي قائمة مكان السكن، لكن لا تزال غالبية المستوطنات غير موجودة .
أما أهوفاه بيرغر، فقال: لست راضيا عن وجود فلسطين ضمن قائمة البلدان علي موقع فيس بوك .. لكن علي الأقل يجب أن يحترم الموقع مستخدميه ويعطيهم خيارات متعددة .
من جهتهم، دخل الفلسطينيون معركتهم الخاصة مع فيس بوك ، إذ لم يكن بامكانهم أن يختاروا إلا قطاع غزة أو الضفة الغربية مكانا للإقامة. ووافقت إدارة الموقع مؤخرا علي إدراج فلسطين علي قائمة الدول، لكن سكان القدس لا يستطيعون اختيار (فلسطين) مكانا للإقامة.
وكتبت جماعة تسمي نفسها كل الفلسطينيين علي موقع فيس بوك ، إن هذه المسألة حساسة جدا ومعقدة لملايين الفلسطينيين.. وأن يتدخل موقع فيس بوك في هذه المسألة وينحاز إلي طرف دون الآخر إنما هو أمر مشين .
وتتنافس المجموعات الفلسطينية والإسرائيلية علي عضوية تلك المجموعات، ويعرضون عدد المنضمين إلي مجموعاتهم، والذي أصبح يتجاوز الآلاف.
ومن ضمن هذه المجموعات مجموعة تحت اسم إسرائيل ليست دولة.. احذفوها من لائحة البلدان علي الموقع ، عنوان لمجموعة عربية تضم آلاف الأمريكيين والأجانب وحتي اليهود علي موقع فيس بوك الشهير، عدد أعضائها 36 ألفاً.
وتطالب المجموعة باعتبار إسرائيل كياناً غاصباً لا دولة، وتؤكد أنها غير موجهة ضد أحد ، و تشجع السلام العادل والشامل في الأراضي الفلسطينية ، لا سيما أنها تركز علي تثقيف القارئ، حول تاريخ فلسطين، وعلي تبيان الفرق بين الصهيونية ، و اليهودية ، و السامية .. في الجهة المقابلة هناك مجموعة علي شبكة إسرائيل في الموقع تطالب بإلغاء المجموعة السابقة باعتبارها معادية للسامية، يبلغ عدد أعضائها قرابة 22 ألفاً، في حين يطالب أكثر من 49 ألفاً بإلغاء مجموعة أخري بعنوان إسرائيل دولة إرهابية نكرهها جميعاً ، بينما بدأ إسرائيليون بتأسيس مجموعة بعنوان فلسطين ليست دولة لم يتجاوز عدد أعضائها أصابع اليد الواحدة بعد.
ويسعي فلسطينيون ومصريون وعرب لاستعادة موقعين أحدهما فلسطيني والآخر عربي لتأييد لاعب المنتخب المصري لكرة القدم محمد أبو تريكة، بعد الكشف عن قميصه الذي يحمل عبارة التضامن مع غزة، في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، خاصة بعد أن ألغت إدارة فيس بوك الموقعين ويضمان مجتمعين أكثر من 22 ألف عضو، في حين تضم حملة المطالبة بإعادة المجموعتين قرابة 49 ألفاً حتي الآن.
في اتجاه ثالث تدار معركة أخري فالعرب والمسلمون يسعون لإلغاء مجموعة غربية تحمل اسم تباً للإسلام ، ووصل عدد المطالبين بإلغائها أكثر من 85 ألفاً.
وتحتدم المعارك علي قضايا الحل النهائي في فيس بوك ، فهناك مجموعات عربية تدعو لنصرة القدس، مقابل مجموعة تشير إلي أن القدس إسرائيلية وليست عربية، في حين هناك مجموعات تدعو للاحتفال بستين عاماً علي تأسيس إسرائيل، والتي تؤكد مجموعات فلسطينية وعربية انها ستون عاماً علي النكبة الفلسطينية.
وهناك مجموعات أجنبية داعمة لإسرائيل كتلك الأمريكية التي تتحدث عن عشرة أسباب لدعم إسرائيل، ويبلغ عدد أعضائها أكثر من ثلاثين ألفاً، ومن بين هذه الأسباب الحديث عن ديمقراطية إسرائيل وتقاطعها مع الديمقراطية الأمريكية، وادعاءات بأنها تساوي بين مواطنيها من جميع الأديان والأعراق، ولأنها متفوقة تكنولوجياً وعسكرياً.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، وفي الحفل الأخير لإحياء ذكري الهولوكوست، قبل أيام، طالب الشباب اليهودي باستخدام موقع فيس بوك لـ محاربة اللاسامية .
ويبدو أن الجهات الرسمية الإسرائيلية تبدي اهتماماً بالموقع الذي سجل 60 مليون مشترك علي مستوي العالم مع نهاية العام الماضي، والذي لم يعد للترفيه، والتسلية، وتبادل الصور، والفيديوهات، وما إلي ذلك فحسب، فالقنصلية الإسرائيلية في نيويورك، أسست لها صفحة علي فيس بوك ، بهدف إفساح المجال لمشتركي الموقع للتعرّف علي أوجه إسرائيل الحقيقية، ويوفّر الموقع فرصة فريدة من نوعها للاتصال بشبكة آخذة بالتوسّع من الأصدقاء ذوي الاهتمامات المشتركة، وخاصة أولئك الذين ليست لديهم معرفة واسعة عن إسرائيل ، كما قال بيان صادر عنها.

مصادر
القدس العربي (المملكة المتحدة)