أعلن الناطق باسم قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان ’’يونيفل’’ أن القوة ستزيد من (نشاطاتها) في جنوب البلاد وعلى الأخص على الحدود مع اسرائيل، إنما من دون (إعلان حال الطوارئ).

وقالت ياسمينا بوزيان ’’سنكثف نشاطاتنا، بما فيها عدد الدوريات في منطقة عملياتنا، وعلى الأخص على طول الخط الأزرق، بغية صد أي انتهاك مفاجئ’’, أما من جهته فقد أعلن الجيش اللبناني حالة الاستنفار.

وتاتي هذه المواقف من الأطراف المختلفة عشية أضخم مناورة تقوم بها تل أبيب منذ إعلان إنشاءها في عام 48.

وقال الجيش اللبناني إن الاجراء الذي اتخذه يهدف إلى (درء أي ’توتر) قد ينشأ على الحدود بسبب المناورات الاسرائيلية, مصرحا للاعلام بأن هذه الاحتياطات (طبيعية) حين يقوم( العدو بمناورات), وعلى الجيش ان يكون (على يقظة), مضيفا أن القوات العسكرية اللبنانية ’في حال (جهوزية منذ شهرين), وذلك لمواجهة كل الاحتمالات على حد تعبيره.

هذا وقالت تل أبيب أنها قامت بـ(إعلام) قوات الـ (’يونيفل) بشكل مسبق, مؤكدة أن مناوراتها (لا تنم عن أي نية عدائية), بحسب ناطق باسم الحكومة.

وذكر سكان يقطنون قرى لبنانية على الحدود مع اسرائيل لوساءل الاعلام أن الجيش اللبنلني طلب إيهم عدم الاقتراب من السياج الشائك مع الأراضي المحتلة, وذلك (حفاظا على سلامتهم), كما عملت آليات تابعة للجيش البناني على إغلاق بعض الطرقات المؤدية الى إلى الحدود بالسواتر الترابية،, كما قامت فرق من سلاح الهندسة بإنشاء أبراج مراقبة لرصد أي تحركات (غير عادية).

وأفادت وسائل اعلام اسرائيلية أن تل أبيب على وشك ان تبدأ (أهم تمرين على الدفاع المدني) في تاريخ الدولة العبرية, ومن جانبها أفادت وسائل اعلام لبنانية استنادا الى مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في نيويورك، أن الجيش الاسرائيلي حرص على الطلب من قيادة ’’يونيفل’’ إبلاغ الحكومة اللبنانية أن المناورة غير المسبوقة غير موجهة ضد لبنان ولا ضد (’حزب الل), وأنها ستكون( داخلية ) ولن تشمل (منطقة الحدود).

وقالت مصادر في ’’يونيفل’’ لصحيفة (السفير)’ إنه تم رصد حركة تعبئة واستنفار في صفوف مقاتلي (’حزب الله) في المنطقة الواقعة جنوب وشمال نهر الليطاني, وان قيادة حزب الله ردت على استفسارات حول تحركاتها الأخيرة بأنها عبارة عن (إجراء روتيني) تجاه المناورة الاسرائيلية.

وأكدت مصادر عسكرية لبنانية نافذة لجريدة السفير اللبنانية أن قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان طلب وضع جميع ألوية ووحدات الجيش المنتشرة في الجنوب في حالة استنفار قصوى لغاية انتهاء المناورة الإسرائيلية، وأعطى قائد الجيش اللبناني أوامره للعسكريين بوجوب (التصدي لأي خرق اسرائيلي للخط الأزرق), أو أي (استهداف للمدنيين).

اما من الجانب السوري فقد حذرت صحيفة (’تشرين) الحكومية من أن الأوضاع (خطيرة جدا) ليس على مستوى المنطقة فحسب , وإنما (على المستوى العالمي)، وأشار ت تشرين في افتتاحيتها إلى (التوتر) بين الولايات المتحدة وروسيا حول توسيع حلف الناتو الذي يتزامن وهذه المناورات، واصفة التصريحات الإسرائيلية بأن (رائحة البارود) تفوح منها.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تتكلم لغة (اسرائيلية), وتفكر (على الطريقة الإسرائيلية), محتكرة ما أسمته (لغة الحرب على امتداد العالم)’, واعتبرت (تشرين) أن قرار الولايات المتحدة توسيع حلف الناتو ليلامس حدود روسيا أمر( يتهدد العالم أجمع)، بما سيتسبب به على رأي الصحيفة السورية من (إحياء الحرب الباردة) و( تصعيد الأوضاع على الساحة الدولية)، مردفة القول أن ذلك يجعل خطر نشوب حرب عالمية جديدة أمرا (واردا).

مصادر
سورية الغد (دمشق)