دعا المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد "سوريا والأطراف اللبنانية الذين تقع عليهم المسؤولية الأساسية في تحقيق الوفاق والتوافق"إلى اتخاذ "مواقف جديدة تحقق تقدما سريعا وملموسا»، مشيراً إلى أن "الاتصالات بين مصر والأطراف العربية، وخصوصاً السعودية، مستمرة لتحريك الوضع في لبنان، لكن من المبكر الحديث عن نتائجها".

وأبدى عواد تشاؤما حيال الوضع الحالي في لبنانا مع عدم وجود" ضوءا يلوح في الأفق"، مذكّراً بأن مبارك، خلال لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، "كان واضحا وصريحــا في عرض موقف مصر"، معتبراً أن "المطلوب هو تحقيق وفاق لبناني ينبذ الخلافات، ويعلي مصالح لبنان، ويتعاون مع الجهود الإقليمية لتحقيق الانفراج السريع، من دون إبطاء".

وعمّا إذا كان بري قد نقل رسالة من سوريا إلى مبارك، قال عواد إن مباحثات الرجلين لم تتطرّق إلى "علاقات لبنان وسوريا"، واصفاً علاقة بلاده بدمشق بأنها "ليست في أحسن حالاتها"، ليس فقط بسبب "تجاهل الأزمة اللبنانية قبل القمة (في دمشق) وخلالها"، وليس فقط "لأن ثمة تظاهرات نُظِّمت أمام السفارة المصرية في دمشق، لكن لأن هذه العلاقات لها أساس راسخ بين أشقاء كانوا في فترة ما في القرن الماضي دولة واحدة"، مضيفاً "هناك أساس قوي، والوضع الطبيعي أن تعود العلاقات إلى ما كانت عليه من قوة، وليس الوضع كما يبدو عليه الآن".

ورفض عواد ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس حول "إبقاء الوضع في لبنان على حاله لحين الانتهاء من الانتخابات الأميركية»، باعتبار أن "العالم والمصائر ليست مرهونة بتلك الانتخابات»، مشدداً على ضرورة "الإسراع في حل القضية الفلسطينية"أيضاً، إذ "نتطلّع لأن تصدق الوعود الأميركية، حول التوصل إلى اتفاق سلام قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش".

وحول احتمال عقد قمم "تضم الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحضور الجانبين الأميركي والمصري»، على هامش منتدى دافوس في شرم الشيخ في أيار المقبل، قال عواد "إن ما تردد مجرد أفكار يتم البحث في جدواها".

وإزاء ما يتردد عن اجتياح إسرائيلي لغزة، قال عواد "لسنا بحاجة إلى إراقة دماء، ونرفض الحديث بلغته من بعض الأخوة في حماس"، داعياً إسرائيل إلى "رفع الحصار"عن غزة، محملاً إياها "كقوة احتلال، مسؤولية كل ما يعانيه الغزاويون من إغلاق وعمليات عسكرية واستهداف".

وأسف عواد "لإطلاق بعض الصواريخ (على إسرائيل) في اليوم الذي طالب فيه مبارك رئيس الوزراء الإسرائيلي (ايهود اولمرت) ووزير الدفاع (ايهــود باراك) بعدم قطع إمدادات الوقود عن غزة»، معرباً عن "اقتناعه بأن "ممارسة الحق الثابت في مقاومة الاحتلال تتطلب أن توجعه، وجميعنا نعلم أن الصواريخ لا توجع الاحتلال".

من جانب آخر يبحث الرئيس المصري حسني مبارك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال زيارة يقوم بها إلى فرنسا الأحد المقبل، الملفين اللبناني والفلسطيني، ومشروع الاتحاد المتوسطي، وتعزيز العلاقات بين البلدين.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن السفير الفرنسي في القاهرة فيليب كوست قوله إن "قمة مبارك وساركوزي ستتناول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الوضع في لبنان والشرق الأوسط»، رافضاً الحديث عما إذا كان هناك مبادرة فرنسية جديدة لحل الأزمة اللبنانية. واكتفى بالقول إن "هناك ظروفاً جديدة، والأفكار القديمة بحاجة للتجديد والتبلور والصياغة، قبل أن يتم اتخاذ قرارات بشأنه".