ليفني تذكّر الإسرائيليين بكولدا مائير .. وبالانتصارات وربما ذكّرت العرب ايضا .. لكن بالانكسارات

والفرق .. أن ليفني صافحت العرب واستقبلها غير عربي بصَفْح وجهه ،

اما مائير فلا .. حامية، حسناء تهتم بمظهرها ، وتستمع لمحاوريها ، جاذِبةٌ ٌ وجَذُوب .

محرر جريدة (معاريف) الاسرائيلية يصفها بالحسناء التي اضفت جمالا على السياسة ، ويضيف ايضا .. انه الجمال اليهودي .

واسرائيلي اخر يصفها بالساحرة في الـحَدْسِ والظن والـحُكْمِ ، خدرت بتعاويذها رجال اسرائيل فنالت ما ارادت . حسناء اسرائيل حضرت ديمقراطية الدوحة وألقت محاضرات على الجمهور حول السلام و الديمقراطية. وفي الدوحة ايضا .. انطلقت ليفني بفكرة جريئة ..وأَسْبَقت القومُ إِلـى جبهة اعتدال تضم اسرائيل ودول الاعتدال ، لكن المثير ان ليفني اعتبرت انضمام اسرائيل الى تلك الجبهة ، امرا مفرغا منه وربما تطلعت الى أن يقود بلدها المحور المفترض .

لكن قصب السبْق في الدوحة ، ان ايادي عربية امتدت بكل ثقة مصافحة الحسناء ليفني ، وهو امر عدته ليفني غاية في الاهمية .

ليفني في كل الاحوال امرأة ناجحة ، في الحوار والاقناع ، واثقة مما تقول لاتعبأ باقوال مناوئيها السياسيين ، جندها الموساد للعمل في صفوفه وهي في الثانية والعشرين . نجاحها ايقظ الشائعات ، وحرك الاقاويل ، منها ما يتداوله اسرائيليون وماورد في كتاب أميركي للصحافي غلن كوسلر، لمّح فيه إلى أنّ ليفني مثلية جنسياً، وتعيش مع صديقة تُدعى ريندي بين.

وربما يعود ذلك الا ان ليفني لم تبهرها الاضواء ، حياتها الشخصية سر عدا مايعرف عنها من انها ام لولدين الاول يؤدي الخدمة العسكرية والثاني على مقاعد الدراسة ، فيما لا يعرف أي شيء عن زوجها.

ولدت في اسرائيل في 5 تموز/يوليو عام 1958 في عائلة اصولها بولونية من اليمين القومي المتطرف وكانت من مؤسسي حزب كاديما "الوسطي".

أدت الخدمة العسكرية وحصلت على رتبة ملازم درست القانون العام. وعملت للموساد من 1980 إلى 1984وانتخبت عضوا في الكنيست عن حزب الليكود عام 1999 وتولت أول منصب وزاري في آذار/مارس 2001 إذ أصبحت وزيرة للتعاون الإقليمي. وفي عام 2003 أصبحت وزيرة الاستيعاب وكلفت باستقبال المهاجرين الجدد وفي عام 2004 تولت إلى جانب هذا المنصب حقيبة العدل. أصبحت ليفني وزيرة للخارجية في عهد رئيس الوزراء أرئيل شارون عام 2005 بعدما انسحب بنيامين نتنياهو مع باقي أعضاء حزب الليكود من الوزارة. وبعد نجاح حزب كاديما الذي أسسه شارون في الانتخابات التشريعية الأخيرة في مارس 2006 ، قام إيهود أولمرت بتشكيل وزارة ضمت تسيبي ليفني كوزيرة للخارجية. عملت ليفني لحساب الموساد في 1980 ولمدة اربع سنوات ، وشهدت مسيرتها السياسية صعودا سريعا منذ دخولها الكنيست عام 1999. وبعد إصابة أرييل شارون بنوبة دماغية ، انضمت ليفني إلى أولمرت الذي عينها وزيرة للخارجية . كانت ليفني من دعاة الانسحاب الإسرائيلي من غزة ، ومن أوائل أعضاء حكومة شارون الذين انضموا إليه بعد خروجه من حزب الليكود اليميني. تؤيد ليفني ترسيم اسرائيل لحدودها من طرف واحد، على أن تشمل القدس والكتل الاستيطانية في الضفة الغربية ، كما تؤيد بناء "جدار الفصل" وفق مسار يتوغل في عمق الأراضي الفلسطينية.

والد ليفني كان رئيسا لعمليات الأرغون، وهي منظمة يهودية متطرفة شنت عملياتها المسلحة ضد البريطانيين والفلسطينيين قبل إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 لتشكل فيما بعد نواة الليكود.

وليفني المرأة الوحيدة التي تولت حقيبة الخارجية في الدولة العبرية بعد غولدا مائير التي شغلت هذا المنصب ما بين عامي 1956 و1965 قبل أن تصبح رئيسة للوزراء بين 1969 و1974.

وكادت ليفني في عام 2007 ان تصبح رئيسة للحكومة الاسرائيلية بعد ازمة سياسية مع اولمرت حيث طالبته بتقديم استقالته ويرى مراقبون انه من تلك اللحظة عزم أولمرت على التخلص من ليفني . في حال لو وصلت ليفني إلى رئاسة مجلس الوزراء بعد أولمرت فإنها ستكون قد سارت على خطى رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير التي انتقلت من الإمساك بحقيبة الخارجية إلى الإمساك بزعامة الدولة. كما ستكون ليفني قد سارت في الطريق الذي سار عليه من قبلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي انتقل من صفوف الكي جي بي إلى رئاسة الوزراء ومن بعدها رئاسة الدولة.

ليفني مؤمنة باسرائيل كبرى ، ولاغرو ، فقبر ابيها محفور عليه خارطة اسرائيل الكبرى ، لكنها اليوم تبدو اكثر واقعية وترى انه لكي تحتفظ الدولة العبرية بطابعها اليهودي والديمقراطي ينبغي تقاسم الأرض وإنشاء دولة فلسطينية إلى جوارها.

مصادر
ايلاف