لا أعرف لمن أقولها لأن "الجرأة" يمكنها أن تحمل أرقى الأشكال، وتتجاوز الابتذال الذي نتعرف عليه كلما قررنا أن نكون بشرا يريدون أن يعشقوا... أو يعبروا عن أنفسهم... وربما لا حاجة لنا كي نتذكر "كم" الإسفاف الذي يلازم ما اعتدنا التعبير عنه من العشق أو الجنس أو الرغبات التي نخنقها لأنها سترسم عند الآخرين "أحاسيس" مريضة.

و "الهوى" يتجاوز الجسد لكننا كبشر وإناث محصورون في جسدنا، وكل ما نستطيع أن نتعامل معه مهما كان راقيا لن يكن إلا عبر جسدنا. و "الهوى" أيضا ليس مرضا نفسيا نُصاب به فنعشق حتى الثمالة، لأننا في النهاية قادرات على زرع الخصب في كل زاوية من "المدينة الجدياء"، وقادرات أيضا على إشعال النار في عيون من عشقهم، وبالطبع لن نكون رزينات أمام عنف المشاعر التي تجتاحنا، فـ"الهوى" في النهاية هو للحياة بكل تفاصيلها، فننسى التعليقات "الشاذة" التي لا تفهم من الجنس سوى تعمد "البذاءة"، فالكلمات يمكنها أن تتشكل أكثر من مرة دون أن تترك أثرا يوحي باستباحة الأنثى، لكنها أيضا قادرة على صفعها عندما تُخفى وراءها رغبة الاقتناص والتفرد والتملك.

"أهواك بلا أمل.... وورودك تغريني بشهيات القبل"... هل هي لذكر أو لوطن أو لفكرة سائحة في الخيال... ليس مهما لأن جرأة "فيروز" عندما أطلقت هذه الكلمات كانت معبرة عن ثقافة نعشقها وتترك فينا خصبا لا ينته. وربما لم تكن بحاجة لـ"إيحاءات" مريضة حتى تتحدث عن "الرغبة" التي تجتاح أي واحد أو "واحدة" منا... فدون وجل أو "حياء" أصفر يمكنني أن أزرع العشق في كل مسامة من "الوطن" أو "الرجل" أو "الطفل" الذي أريده حرا من عقدة "البذاءة" التي تخفي وراءها إذلالا للأنثى فقط.

وبأمل أو دون أمل هناك صور علي تركيبها وأنا أعرف أنها ستحرك "تعليقات" وربما "غمزات" و "لمزات"، لكنها أيضا تترك على مساحة الحياة نقاوة العشق الذي ينتجني في كل لحظة أنثى عاشقة حتى الثمالة.. وأنثى قادرة على تحمل كل ما يتركه الذكور من مرض على مسامات جلدي.