أثمرت «الأجواء الإيجابية» في دمشق، أول من أمس، لقاءً ثانياً بين الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، بحثا خلاله إمكان التهدئة بين الحركة وإسرائيل في غزة، من خلال «بادرة حسن نية حمساوية»، والإفراج عن أسرى فلسطينيين في مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وأوضحت «حماس» أنه جرى «نقاش تفصيلي» للمقترحات التي عرضها مندوبون اجتمعوا بعد لقاء كارتر ومشعل الجمعة الماضي. وقال القيادي في الحركة، محمد نزال، لوكالة «فرانس برس»، إن كارتر طالب «بالتهدئة وببادرة حسن نية» من «حماس». كما اقترح «تبادل أسرى فلسطينيين مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإيجاد حل لمعبر رفح».

ورداً على هذه المطالب، أكد نزال قائلاً: «إننا موافقون، لكن ليس بأي ثمن. فنحن مستعدون للموافقة ضمن أثمان تحقق مصلحة الشعب الفلسطيني». وأضاف أنه اتُّفِق على أن تعطي «حماس» «رداً على القضايا التي طرحها كارتر لاحقاً»، مشيراً إلى أنها «تظهر فشل سياسة الحصار والعزل المفروضة على حماس».

وقال مسؤول في حركة «حماس»، رفض الكشف عن اسمه، إن اللقاء الثاني بين مشعل وكارتر «لم يكن مقرراً، وجاء نتيجة الأجواء الإيجابية والمريحة التي سادت في لقاءات اليوم السابق». وأضاف أن «خبراء من الجانبين ناقشوا جملة من القضايا الملحة، تتعلق بالأوضاع في غزة وموقف حماس من مباحثات السلام الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية». وأشار إلى أن «الاتصالات مستمرة، وسيُعلَن ما اتُّفق عليه خلال وقت قريب جداً».

وفي السياق، قال محلّل فلسطيني، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن كارتر «يأخذ في الاعتبار مخاوف إسرائيل الأمنية، وهو يريد تفادي إطلاق القذائف على إسرائيل، والدفع باتجاه مفاوضات بين الجانبين»، موضحاً أن «من غير المعقول تجاهل حماس».

ورأت وزارة الخارجية الأميركية أن لقاء كارتر ومشعل يجعل الرئيس الأميركي الأسبق «عرضة للاستغلال» من سوريا. وقال المتحدث باسم الوزارة، شون ماكورماك، إن «ثمة خطراً يواجهه الشخص عندما يقرّر القيام بخطوة ما، كلقاء شخص مثل خالد مشعل في سوريا، وهو أنه يعرّض نفسه للاستغلال من الحكومة السورية»، مضيفاً أن «ثمة فرصة حقيقية للتفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قد يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية».

وفي ختام جولته الشرق أوسطية، زار كارتر الرياض، حيث التقى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، ثم انتقل إلى الأردن حيث التقى الملك عبد الله الثاني وبحثا في التهدئة ومفاوضات السلام.