أرسم صورة "الشيطان" الذي يرافقني على شاكلة "ثورة هرمونات" لا تظهر إلا في "خلوة" تجمعني بذكر، ثم أبعثر مساحاتي حتى أستطيع فهم ما يجمعني بـ"الشيطان" أو ما يجعل "الخلوة" برجل صورة أبدية تحرك أذهان أوصياء التراث، فيرسمونني من جديد فتاة معلبة على شاكلة الجنس الذكوري، أو الحرص الأنثوي لمعانقة الوصايا القديمة، فما "خلى رجل بامرأة" إلا وارتعشت أقصاب الدنيا لأن الخصب يقف في الأفق، أوأن اكتمال الحياة ينتظر هذا اللقاء السرمدي، لكن خصوصية التجاذب تتناثر في العقول باتجاه "غريزة" تدفعهم للبحث الدائم داخل "كبتهم" الأعمى"....

هي صورة "الشيطان" الافتراضي الذي وجد قبل الثورة الرقمية، وتمطى على أجساد النساء ووقاحة الذكور، ثم أصبح قلقاً يؤرق الجميع ويدفعهم لرسم رغباتهم على شاكلته، فعندما يتواصل الجنسين ترتسم صورة أخرى، وعندما يحضر "الشيطان" يصبح العالم باهتاً، ومكتوباً بلغة رديئة على صفحات الماضي والحاضر....

إنني أعشق هذا الشيطان لأنه مبرر وجودي، ويذكرني بامتلاكي لطاقة تحرك الجميع، لكنني أفهمه أيضا بتشكيل مختلف، فهو لا يعشق التورط في فراغ "الخلوة" التي تظهر في كل لحظة في "العظات" التراثية، لكنه يتنقل ليكشف نوعية "الخيال" المريض الذي يدفع العلاقات نحو "التقسيم" الذي يجعل الطيف اللوني وكأنه صورة مبتسرة لكل الحياة، فيصبح التاريخ خطرا والجنس خطرا، بينما يقف المجتمع متأهبا لإرضاء غرائزه، فالشيطان ليس تعبير لأنه كشف حقيقي لخيال مريض أحيانا، أو لإبداع أناس قادرون على إيجاده في "خلوة" أو حتى في لقاء تحت الشمس يعيد للحياة مظهرها البراق.

كأنثى أحاول أن أعانق هذا الشيطان... أو هذا المقياس الذي يفرز الأشخاص من حولي بحسب "الحلم" الذي يجمعهم، وأكتشف من خلاله القدرة على "ممارسة" الحياة دون "أنماط" تجعل الحرية مخنوقة في لقاء واحد بين "الأنثى" و "الذكر" أو بين المساحة المغلقة والقدرة على التمتع بضوء الشمس، كي تصبح أجسادنا بحجم الكون.

ويبقى السؤال الذي يؤرقني حول "جنس" الشيطان الذي يبدو أكثر من ذكر، لأنه يتلون حسب "الرغبة" التي تجمعنا به، فهو يحتاج لقاموس جديد لا تتدخل به أقلام الماضي، بل يترك لمخيلة الناس القادرين على إعادة تلوينه بثقافة جديدة تعرف أن "الذكر" أو "الأنثى" يتشكلان كل لحظة ولا حاجة لوجود "شيطان التراث" كي يحركهما أو يجعل عناقهما بلون اللهيب، ولا حاجة أيضا لوجود زوج من "الإناث" حتى تبدأ الثرثرة والأحقاد، أو ذكرين حتى يتم استرجاع تاريخ الفحولة، فـ"الشيطان" ربما يعاني من الاغتراب في عالم نصنعه وننسى أننا مجبولون بالخصب، وأن الإناث مكتوبات على صدور الرجال، وأن العشق هو الذي يحرك الحياة.