وكأن درامة شهر رمضان التلفزيونية لا يكفيها هذا العدد الهائل من المسلسلات وكأن المواطن ليس له شغلة ولا عملة الا متابعتها والتنبلة على الاريكة والمشاهدة بوله هذا الطفل المعجزة الذي اسمه درامة سورية ..ومع هذا أهلا وسهلا .

ولكن لا بد لنا من التعريج على بضع مسائل التأسيسية قبل أن ندخل في الرأي وتفاصيلة عن مسلسلاتنا الباهرة لسبب بسيط أن الفن يعني التميز والفرادة لأن التكرار والنسج على المنوال ليس فنا بل هو تقليد يشبه عمل ( الكناويشا) مع اختلاف بسيط بلون الخيوط او بأختلاف الحجم مثلا ولكن النتائج متشابه ومختلطة .

من باب التميز والفرادة يمكن للمرء المشبع بالمحطات او بأزرار الريموت كونترول أن تختلط عليه المسلسلات الشامية مع بعضه والبدوية مع بعضها والتاريخية مع بعضها والمعاصرة وهي الاقل اختلاطا هناك احتمال كبير ان تختلط مع بعضها ، فالديكورات والاجواء واللهجات والحورات والامثال والدروس والعبر والتورية والرموز الخ متطابقة لدرجة انه يمكن للمرء مشاهدة مسلسل واحد انموذج ( بغض النظر عن زمانه ومكانه ) يقول كل الاشياء التي هي نفسها في كل المسلسلات ( الا فيما ندر حتى لا نقع في التعميم ) لذلك علينا الترحم على ايام الفانتازيا التاريخية التي تقول قولها هذا وتستغفر الله .

من باب التميز ايضا ، وانا هنا لست ضد عمليات التجميل ولا المكياج ولا صباغة الشعر او دباغته ، فالمرء يستصعب التمييز بين ممثلتين ( خصوصا اذا كانتا جديدتان ) طموحتين ( أو اكثر ) فجميعهن خضعن لعمليات تجميل متشابه ويصبغن ويمشطن شعورهن بطريقة متشابه ويتمكيجن بنفس الطريقة ويلبسن ذات الموضة حتى يحس المرء ان هناك توائم حقيقية تقوم بجميع الادوار النسائية من الفتيات الواعدات الطموحات لدرجة اننا لا نستطيع التفريق بينهن على الرغم من ادعاء ( التميز ) الذي ( يميز ) كل ممثلات الجيل الجديد الواعدات الطموحات ، من جهة ثانية ومن باب التميز ايضا نتفاجأ بممثلات قديمات بوجوه جديدة وانوف جديدة وشفايف جديدة ووجنات جديدة وحواجب منقولة عن صفحة انترنت الخ لنكتشف ان ردود افعالها ( خصوصا في الوجه والعيون وهذا شأن اساسي في فن التمثيل ) قد اختلفت تماما فلم نعد ندري هل هذا رد الفعل هو تعبير عن رضا ام عن رفض ؟،أو هل هذا ضحك أم بكاء ؟ فعضلات الوجه قد أختلف اداؤها بطريقة واضحة وما نحبه او نفهمه في الممثلة السابقة اصبح بحاجة الى اعادة تقييم وخصوصا ان في التلفزة يدخل الممثل الى البيوت والقلوب كصديق أكثر منه كممثل لذلك تبدو اعادة التقييم قاسية كأن تقول احداهن ( العمى شو طالعة غليظة بهالشفايف الجداد ) أو ( طالعة متل السعدانة بالحواجب التاتو ) الخ هذا اذا تغاضينا ان عمليات التجميل هذه تجعلها تشبه زميلاتها الاخريات . اما اذا فلتت قطبة في وجنة أو انتفخت الشفة بطريقة غير متناظرة أو فعل البوتكس فعله بفشل او بلا نجاح يذكر او كانت الممثلة نفسها كادحة جماليا ( ولا نقصد الموهبة أو المهارة هنا ) فلا ينزعجن أحد من أي وصف لمشاهد لما ارتأت الممثلة ان تصنعه من تعديلات على نصيبها الجمالي والمشاهد ساخر وقاسيفي هذه الحالات ولا لزوم لذكر بعض الامثلة فقد تحبط ممثلاتنا الماجدات .

ربما كان من الضروري التذكير بمسلسل ( نور ) حيث كانت الممثلات وعلى الرغم من عمليات التجميل متميزات شكلا كل واحدة على حدة وهذا ما ساعد على تمزهن ومعرفتهن بشكل منفصل .

خارج التميز لا يوجد فن ولا نجومية وقد شاهدت بأم عيني مرة ، احدى ممثلاتنا في سوق الحميدية ومعها اجانب لم يعرفها ولم يتعرف عليها احد على الرغم انها لم تترك مسلسلا تاريخيا او فانتازا الا وشاركت في بطولته .

الرجاء ثم الرجاء عدم صناعة مسلسلات فوتوكوبي عن بعضها والرجاء ثم الرجاء عدم اللجوء الى اليونيفورم في الشكل والمضمون ....لأنه لا شيىء مضمون !!!!