اكتبني على مساحة العشق التي تريدها، فأنا أهوى التشظي على الحنين الذي يجمعني بك، فأنسى أن من يجتمعون حولي تناديهم رغبة الذكورة في اقتناص عصر الجواري، فإذا ما تلاقت يدينا أدركنا أننا نشكل العالم برغبة ربما لا تمتد لأكثر من ثواني، لكنها تعيدنا لزمن العبور إلى الجنة... وربما لمراهقة مازلنا نتمسك بها بعد أن غادرتنا قبل سنوات...

أكتشف فيك الحياة وتعرف أنني أهوى الابتعاد عن مساحة السياسة رغم أنها تعيد تصنيفي، وربما تخلقني أنثى تبحث عن مصير يقفز بها لثقافة لم نبتدعها بعد، فأرتشف الحنين وأقبل نسمات الهواء ثم أقرر الاستماع لفيروز لأنها تعيدني للوطن أو إليك، فأنا أفهم الحياة على شكل الصور التي تتداعى إلي في لحظة البهجة وتغادرني عندما أضطر لمضاجعة الأخبار أو لمسابقة الحدث، فكيف يمكن لي أن أكون الوطن على صورة الفيض الذي يلاحقني كلما فكرت بك؟!!!

في أمسياتي أستحضر كل الوجوه التي رافقتني وأعرف أن الحرية هي أنت.. وأن "الهم العام" هو اللون الذي جمعني بك، لكنه دفعني كي أكتب الرجولة خارج عالم النساء، أو حتى بعيداً عن التراث الذي يرتسم أفعى ثم يكتب أسطورة تقارب مرويات قديمة عن "الكيد" و "الهوى"، وأشعر أن الحياة تعيد تنظيم الضوء إلى جسدي لأنني أراه من بريق عينيك، ومن قدرتي على التمايل مع إيقاع الوطن الذي يخطفني دون أن أدري بعيدا عنك، فإذا كنت عاشقة فأنا أفكر في هذا الحب الذي يجمع كل الوجوه أمامي فأختارك، او أختار المستقبل الذي طالما حلمت به رغم نظرات الريبة، أو قدرة البعض على نسج رواية ترضي غرور الذكور...

عاشقة من المستقبل أتيت لكي أشاهد الحرية مكتوبة على وجوه اناث من بغداد إلى رام الله ومن دمشق إلى حدود الأنثى التي تغلف الوطن برقة لا يمكن إدراكها، وفخر العشق هو السمة التي تجعلني أتحد مع الوطن أو مع نفسي، وربما معك كي أظهر كوميض يعاكس الصورة النمطية التي تجمعنا بالوطن، ثم تعلق صليبا علينا أن نحمله لأننا عشاق حرية...

كم أعشق نظراتك الشبقة، وقدرتك على التوحد معي ومع التفاصيل التي جمعتنا، فالعشق مرتبط بنا حتى في لحظات الافتراق، أو في الثواني التي تجعله صورة للوطن، فأنا أعيد كتابة "المدونات" التي استهلكت قبل ظهور الإنترنيت، وأجمعها على مساحة أنثى لا تستطيع الفصل في عشقها، لأن الأنثى كلية بطبعها وقدرتها على "الخلق" وعلى رسم الحياة بصورة مدهشة، لكنها تقلق العمائم التي تنهار في لحظة المفاجأة، أو في الدقائق التي تجعل الحياة سيرة ذاتية لمغنية في بغداد أو شاعرة في دمشق...يكفي أنني أعشق الوطن كي أهواك، وأن أرتبط بك كي أعرف أن الوطن هو صورة تجرح الذاكرة.. ويكفي أنني أنثى قادرة على العشق في كل لحظة كي أفخر بأنك موجود إلى جانبي في لحظات القلق على الوطن....