هو الدين أو الجنس أو العشق... وهو المكتوب داخل الرغبات التي تحركنا فنجعل منها "إلها" جديدا ترتسم الدنيا على مساحته، فعندما تصبح الحياة هامشا يتضخم الدين، أو يصبح الجنس هاجسا، أو حتى نتحرك في "مراهقة" دائمة لنعشق أي وجه نصادفه، فالبحث خارج الحياة يعيد صياغتنا من جديد...

إنها مجرد رؤية لما ينتابني عندما أتصفح مجلة "جسد"، أو أسمع "واعظا" يلاحقني، لكن قضيتي كما أراها تبدو فاقعة في مجلة "جسد" التي يبدو أنها امتازت بذكورية فاقعة، فنقلت لي أجساد النساء وغابت صور الرجل الذي ظهر في مواضيعها، فإذا كانت الجرأة ميزة، فإن الخروج من مساحة المألوف ربما تبدو أكثر من شجاعة، حتى ولو كانت المواضيع تبدأ من اللذة وتنتهي بتاريخ البورنوغراف....

في الجنس يبدو الأمر خارج الإباحية، لأنه يتناقض مع طيف الحياة الذي لا يحمل عاملا واحدا، فاكتمال الموضوع ربما يبدو صعبا لكنه ممكن، فعندما نعشق الجنس لذاته، نمارس فعل التطرف الذي يقوم به البوذي عند إحراق نفسه، أو التراثي عندما يصل به التعفف للنظر بالاتجاه المعاكس كلما تنسم رائحة أنثى، وربما أجد تعبيرا آخر يفصل الجنس عن الجماع، أو التدين عن التعصب، أو حتى الهوى عن العشق، لأن المساحة المنسية بين المصطلحات تسحبنا خارج الحياة وتترك البعض مذهولا بحجم الكلمات المدونة لتبرير التصرفات التي تذهب نحو التطرف أو نحو الموت.

هي الحياة في النهاية تشكل كل مساحة الجرأة لكي نتعرف على أجسادنا دون أن نجعل منها هواية دائمة، فننتقل بها إلى "حرفة" الجسد، أو حالة عدم الإشباع من كوننا قادرين على "الجماع" أو "التصوف" أو الغرق بأكذوبة "العشق العذري"، ففي التفاصيل التي نعيشها لا نستطيع أن نبقى مستنفرين تجاه الرغبات التي تجتاحنا، وربما نستطيع امتلاك الجرأة للتعبير عنها دون أن تصل إلى سوية الوقاحة "الجسدية".

نشرف الحياة برعشة تطال السماء، وبقدرة على مقاربة الوجود بلحظات لقاء للوجوه أو للأنفاس التي تلهث، لكن افتعال "التعابير" سيجعلنا خارج اللحظات، فالجنس كما الدين لتشريف الحياة.