بلغت كلفة الصراع في الشرق الأوسط خلال 12 سنة الماضية 20 تريليون دولار متضمنة التسلح في دول المنطقة والحروب والأعباء الاقتصادية والاجتماعية والخسائر البشرية وغيرها وهو ما تجاوز ناتج الإجمالي المحلي لدول بأكملها لسنوات طويلة على حساب كل أشكال التنمية الاجتماعية والاقتصادية...بوسطي سنوي للصراع في الشرق الأوسط قدره...

20تريليون دولار ÷ 12 عام = 1.666 تريليون دولار.

والذي ترافق مع تغيرات هامة في السنوات الأخيرة على الصعد كافة...

 تغيرات جذرية في تحالفات المنطقة.

 تقلص في جغرافية المحتل.

 توازن عسكري جديد على مستوى الكم يتساوى مع النوع عند المحتل.

 حضور للقوى المقاومة في الميدان لا يمكن تجاوزه إقليمياً ودولياً.

 تراجع دور الولايات المتحدة كقوة جبارة في المنطقة بعد انكساراتها الأخيرة.

ويضاف لما سبق أزمة مالية خانقة على دول المنطقة والدول الداعمة لها نتلمس انعكاساتها على أرض الواقع بعدم قدرة هذه الدول على تلبية أولوياتها التنموية الملحة مترافقة مع تراجع قدرة الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة في الدعم غير المحدود للكيان الصهيوني مما يقود نحو تبديل أولويات دول الصراع والدول الداعمة له...باتجاه الحفاظ على الكيان الوجودي للدولة وبنيتها كهدف رئيسياً على حساب غيرها من الأهداف...وبالتالي فإن وتائر الإنفاق على الصراع ستتقلص مما سيقود لتغيير في اتجاهه وميزانه والذي سيكون على الأرجح لصالح القوى الجديدة في معادلة الشرق الأوسط صاحبة الفاعلية الأعلى والأعباء المالية الأقل وبالطبع على حساب القوى التي لم تستطع حسم الصراع التاريخي الطويل فيما بينها...وربما تتجلى نتائجه على الأرض باتجاه تكوينات جديدة في نموذج سياسي قادم تتوزع فيه الجغرافيا من جديد...بمبادرة وتوجيه من القوى الفاعلة الجديدة في المنطقة... على حساب نموذج سياسي بات من الماضي ويتجه نحو الزوال...