بعد 61 عاماً على تاريخ تأسيسها، تصطدم إسرائيل في مفارقة كونها دولة عنصرية متزامناً ذلك مع زيارة البابا بنديكتوس الثاني، العنصرية أكثر بروزاً مع زيارة البابا وترافقه بتاريخ إنشاء الكيان الصهيوني.

في حج أبتر مع منع الوفد البابوي من زيارة قرية نعلين ومشاهدة جدار الفصل العنصري، زيارة أخرى تدخل في أتون التاريخ لحضارة لا تزال تأكل نفسها، إلا أن المشاهد الأخرى من العالم قد تختلف عما يحدث داخل كيان الاحتلال بشكل صوري لسيناريو واحد..

المشهد الأول : الجيش الأمريكي يقوم بالتبشير في أفغانستان وتوزيع الإنجيل مكتوباً بلغة البشتون، وهتافات جنود الجيش الامريكي تملأ سماء أفغانستان مجاورة ثقافة الطالبان الأصولية صارخة :ليحيا المسيح!

المشهد الثاني: مبشر عربي مسلم حل في مضارب قبيلة كينية ’وثنية’، المبشر بين أن مدخله لموافقة سكان القبيلة اعتناق الإسلام كان من خلال التشابه ما بين الإسلام وعادات القبيلة التي تنادي بتعدد الزوجات.

هي ديماغوجية الصراع المغلف بقشرة رقيقة من الدين والتبعية.

وفي سياق المشاهد السابقة، يبقى المشهد الأخير والأكبر وربما الأكثر صموداً فيما مضى وسيأتي، هو الكيان اليهودي المتقوقع داخل وسط إسلامي عربي، يغيب فيه أي وجه آخر للصراع سواء كان اقتصادياً أو سياسياً، تختفي فيه العالمانية بمفهومها السياسي ولا تظهر فيه المقاومة بوجهها ’المسيحي’ فرضاً للصراع.

الصراع هو بين طرفين متناقضين كلاهما يعيش على الآخر، في استنفار ومواجهة مستمرة.

الحلول هي الانكفاء نحو الداخل لمزيد من الانغلاق، أو التطرف في الانفتاح نحو آخر محكم الانغلاق، في المشهد الإسرائيلي الانفتاح يعني التلاشي في سياق البيئة والثقافة، التطرف سيد الموقف تجاه الآخر، فصعود اليمين المتطرف كان ردة فعل على صعود تيارات المقاومة التي هي إسلامية في المرحلة الحالية، المنظور الغربي لهذه المشاريع يصمها بالتطرف، دون الانتباه إلى أن التيارات هذه وجدت في شرط اللاستقرار الذي خلقته الحرب والصراع في المنطقة لعالم العربي والداخل الإسرائيلي.

كانتونات تبنيها الأيدي البشرية تبقى مغلقة على الآخر،و الانفتاح يعني النهاية لكلا الطرفين.