أريد ان أتبرأ من الأنوثة العالقة على أهدابي، أو ان أكسر الضعف الذي يجعل همسة الحب تنفض عني "الثقل" الإعلامي، أو الخوف من مساحة "المحتوى" الذي يؤرقني كلما فكرت بالمسافة بين جغرافية الحب و "صحراء الإعلام"، ففي النهاية هناك رموز لا نستطيع فكها أو ترميزها برسالة إعلامية قادرة على اختراق القوانين، والتعامل مع حقيقة الدفق الذي تحمله الحياة بلفته صغيرة، أو برؤية طفل يريد مسح دموعي، فأعرف أن ما يبكيني أحيانا ليس الضعف الذي يقولون أنه متجذر في الأنثى، بل الشعور بان الإحساس بالحياة هو أعمق من المظاهر التي تحيط بنا...

لست "مواطنة إعلامية"!!! رغم أنني أمتهن البحث داخل الأحداث، والرسم على حائط مليء بالكلمات والجمل التي تتساقط فيظهر الياسمين الدمشقي... فأنا "مولعة" أو غارقة في الهوى الذي يسكن التفاصيل، فأقلق وأتوتر.. أو أبكي وأتورى.. وربما أغضب فأجرح الصفحات، لكنني في النهاية أستلقي على مساحة عشقي حتى ولو كانت من ضجيج إعلامي لا ينته، أو من خوف على مستقبل "الرأي" التائه ما بين تراثية الأحكام وتهور الحداثة في الوصول إلى قلوب الناس...

وعندما أحاول رسم صفحة تنهار أمامي الجدران العازلة، أو مسائل القوانين التي تجعل من الإعلام آلية للموت، فأنا أعرف في النهاية أن الإعلام من صخب الحياة ومن ضجيج العشق الذي يدفع البعض للنبش داخل أي رؤية جديدة أو حديث عابر، ويكتشف في النهاية أنه ازداد حبا وهياما وراء التفاصيل، وتعالت أمامه إيقاعات الحياة التي تجعله مغلفا بباقة من الوجوه الحزينة أو الفرحة، ومن الابتسامات التي تصبح أحيانا شمعية، لكنها في لحظات تخرج عن نمطيتها فتأخذه بعيدا إلى فردوس لم يخلق بعد.

أحيانا لا أعرف كيف يتحول الإعلامي إلى جدار اسمنتي يعجز عن الحركة، أو عن التحول لـ"أثير" يدخل للناس دون أن يشعروا، فعندما ينتهي العشق والتفاتات الحب تصبح الكلمات صفراء وتتراكم مثل حاجز يجعل الاتصال وكأنه نعيق تؤطره القوانين أو مشاريع البحث عن "خراب" وقحط يبتلع المزيد من الجمل والمقالات...

مغرمة برائحة الناس.. بنظراتهم التي تحمل الفضول، والحياة فضول جارف... ومغرمة بنبش القصص وإحراق حواجز الصمت، وعاشقة للوصول إلى أفق تصبح فيه الكلمات باقة زهر، أو كأسا يحمله طفل إلي عندما شاهد دمعتي، عندها يغلفني الحب من جديد وأعرف أنني عصية على "قوالب" تريد استيعاب جموحي لمزيد من الحرية....