هي مصطلحات لزجة تشعرني بالرغبة في ممارسة القبح ولو لمرة واحدة في حياتي، أو تنقلني لرمال متحركة تخلق الفصام بين زمني وتاريخ ألف ليلة وليله، فأنا المزروعة داخل قانون الأحوال الشخصية كـ"ذمية" أو "كتابية" أو "وليه" من تاريخ الفقه الإسلامي، وأنا المكتوبة بالفحم داخل القضاء الذي يعود لزمن القحط والصحراء، وفي تاريخي الحديث ألف صاحب عمامة أو ربطة عنق يحاول وضعي في مساحة "المكبوت" و "المقهور"، فيرسم الكلمات كـ"مصطلحات" نسيها الزمن، وبقيت في حكم القضاء يجلدني بها متى يشاء.
"كتابية" في مساحة التقسيم العشوائي، و "ولية" على حائط "الفقهاء" الذين ظهروا في الألفية الثانية على حدود "تقسيم المواطنة" ووضعها ما بين الدرجة الأولى والسياحية، أما الباقون فعليهم اللحاق بحقوقهم على شاكلة مرحلة "ملوك الطوائف" و "أمراء المدن" والولاة الذين ينتهي الزمن بحدود قلاعهم، ففي زمن العولمة تصبح القلاع في مساحة العقل، وفي "ظلامية" تقنين بنود "أحوالنا" و "شخصياتنا" قياسا لزمرة الدم أو التفكير أو العقيدة.
أحاول أن أستفيق من جحيم مصطلحات الماضي، فأكتشف أنني أقف على أرض لا تستطيع أن تراني إلا في الكتب الصفراء، فأتزوج وأطلق ويتم اغتصابي وفق بنود "الأحوال الشخصية"، ثم أعشق وأمارس الحب والجنس على هامش قدرتي في التخفي، وفي قياس نبض مشاعري خارج إيقاع قدرة البعض على لجم المجتمع، أو جعله مساحة "إضافية" للحياة، وعندما أحاول أن أصرخ يتراءى لي ألف "ولي" يقفون على أصابعي، وعدد لا ينتهي من المواد القانونية التي تصلح لتلف جسدي ووضعه في مغارة أهل الكهف.
ما أراه في قانون الأحوال الشخصية مختلف تماما عما يبحث عنه البعض، لأنه صورة لارتباك الزمن عند "عتبة التراث"، فلا نجد سوى "فقه المرأة" كي نتشبث به، و "فقه الرجل" كي يبتدع لنا المصطلحات، أو يستنسخها من "المدونات المهترئة" فيعيش الماضي بينما ترتحل الحياة لخارج الوطن.
وما أراه يحفر في الجلد وشما على شاكلة العيون التي تلاحقني، وربما تلاحق الذكور، كي تضع حدا لبريق وجهي ولقدرتي على الفرح بالزمن الجديد، وبتجاوز المعقول نحو خيال جديد، وأمل يرسم الجميع كطيف يهوى العشق، فلا نقع على الحد الفاصل بين "كتابية" وغيرها، وبين ولي و "ولية" لا تعرف أنها تنتظر حكم القاضي كي تصبح "حرة"، فمأساة اليوم هي أنه علي اعتياد لغة مسحها الزمن من قاموسه، فارتحلت لتطوقني أو تطوق الجميع.