لامستني الأزمة قبل أن تقتحمني وتركتني أعلق الكلمات وكأنها حد مقصلة يطارد الجميع، لكن زوبعة "الأحوال الشخصية" كانت تسير على مسافة واحدة من الحب، ومن التعلق بألوان إضافية تتركني أكتب عن عشق يتجاوز الاحتمالات المعروفة، ويجعل من "الزواج المدني" حلم لا يمكنني الهروب منه، أو الانعتاق من صورته المكتوبة على صفحة القلب أو على ظهر فتاة قررت كسر المنطق في علاقتها مع الذكور.

زواج مدني يمكن أن يعيد ترتيبي ويجعلني أتحرر من الانحياز إلى الصور الإضافية التي يكتبها المجتمع، فأتعلق بأي خيط يشدني نحو العشق الذي يكره التواجد في مكان واحد أو شريعة واحدة، فمع الحياة هناك طيف يدغدغ المخيلة، أو ينعش مساحة الخصب ويجعل من الرؤية للقوانين نوعا من العبث أو "الفوضى" التي تبني الدنيا على شاكلة أمراء الطوائف أو الفقه أو "الإيديولوجيات".

ومنذ أن بدأت أفكك المواد القانونية اقتنعت بأن الخوف الذي يسحبني هو لون أصفر تستطع فوقه فضاءات جديدة تحمل معها روايات وقصص أو حتى "ملاعب" من البحث عن الذات خارج التشريعات المألوفة، فأعرف أن أقل ما يمكن أن أنقاد إليه هو عشق يكسر حكم القضاة ويجعلني قادرة على التخلص من "ولي الأمر" والاحتكام إلى "القدرة" على الارتباط بمن أريد وكيفما أريد.

في الزواج المدني خروج عن "الجمود" الذي اعتدناه، وتحدي لأعراف مازالت تحكم "شرف" الذكور، وفيه أيضا ملامح "معركة" اجتماعية نخوضها دوما دون أن يكون هناك "قانون للزواج المدني"، لأننا نرسم بقلقنا خطوطا فاصلة مع الماضي، ونضع "جهنم" في صدر احترف العشق، وأتقن القدرة على عدم البوح بالألم أو الحب لأنه غير قادر على اكتساب شرعية احتضان "الهوى" الذي يحرك الجميع.

لا أستطيع رؤية الزواج المدني ببنود قوانين، لأنني اكتويت بمساحة الحدود التي وضعت لي، فأعدت رسمه خارج "الخبر" أو "التحقيق" أو الموقف من مسألة مازالت تجلدني لأنني عاجزة عن الانعتاق منها، فالزواج المدني هو مصير يحررنا حتى ولو عانينا من الحداثة ومن كسر نمطية "الأسرة" التي نريد أن نحافظ على شكلها حتى ولو تهشمت كل العلاقات الاجتماعية....

وفي القفز فوق "الحب" أو "التفكير" أعرف أن الأفق مازال قادرا على اجتذابي للبحث عن كل الوجوه التي ابتسمت لي لأنني أبحث عن "مستحيل" قابل للتحقق!!!!!