كم أتعبتني هذه الكلمة وأنا أحاول تصويرها على مساحة اللغة.. وكم أرهقتني وأنا أفكر بها أو أحاول كتابتها يوميا داخل المساحات البيضاء أمامي.. لكنني لم أنتج سوى رؤية واحدة من مساحة حياتي.. فالغد هو الفرح الذي أنتظره، أو الشبق الذي يدفعني نحو امتلاك العشق.. إنه "فجور" اللحظات التي أحطم بها نمطية القيم، فأحاول أن أكتب "قيما" جديدة تكون على حجم حلمي..

والغد لم يكن إيمانا بالنسبة لي، لأنه واقع أعيشه وأغرق فيه ثم أحاول تشكيله داخل عقلي.. فإذا انطلقت نحو المستقبل أدرك أنني أمتلك سلاحي الخاص لاستيعاب "ما سيكون".. فـ"الغد" كما رأيته قبل ثلاث سنوات كان قلقا حرمني النوم، وترك على وجهي تعابير لزمن المفاجآت، وعندما أرى خطوط الأيام أدرك أنني لم أرهق نفسي فقط بل استهلكني التحدي، وربما أعاد صورتي أمام البعض، فأكتب اليوم وأنا أترقب المستقبل وأعرف أنه قدر يدفعني لامتلاك اللحظات التي لن تتكرر.

في عشقي للغد لون اختبرته مؤخرا.. إنه طيف جديد تحاول الإناث عدم دخوله لأنه يتجاوز الخطوط الحمر التي كتبت تاريخنا منذ سقوط بغداد، ومنذ دخول هولاكو ليحرق المكتبات أو يرمي الأوراق في دجلة.. كان "ينحر" ثقافة" دون أن يملك ما يقدمه سوى التمتع باغتصاب النساء ... لكنني اليوم لا أعيش التاريخ بل أحاول أن أستعيد "اللون" الخاص الذي يرسم الإناث، أو يقدم رغباتهن...

في الغد لا توجد مساحة فارغة.. لأننا نسعى لتعبئتها بحلمنا ورغباتنا وطموحنا في اجتياز الممنوع.. وفي الغد عشق يعيدنا إلى كل تاريخ الإبداع في عالم تسرقه ثنائية الشر والخير.. إنه المساحة الأخيرة التي نريد امتلاكها رغم كل القلق الذي تخلفه فينا.