قبل أن( يسرقوا) الشمس ، وقبل اكتشاف الاستعمار الشمسي ، وقبل ظهور ( الخونة ) الذين سوف يبيعون الشمس ، وقبل ظهور الوطنيين الذي سوف يرفضون بيع الشمس أو أشعتها أو حرارتها للأغراب الملاعين ، وقبل تأسيس الجبهة التي ترفض بيع الشمس مجبرة الذين يريدون بيعها على الصراع معهم وقبض المكافأة وتشكيل طبقة من الفاسدين الذين باعوا الشمس ، وقبل الذهاب إلى الأمم المتحدة في محاولة لاستعادة شمسنا وأشعتها ،وقبل كل شيء ، دعونا نتأمل ماذا فعل العرب جميعا بكل ثرواتهم الطبيعية والاصطناعية وحتى البشري ...دعونا نتأمل فقط ....فلزات.. فلزات. وآثار... آثار .الخ ونقارنهانها بالاستفادة التي حصل عليها العربي من وجودها ؟؟ أو لنقارن آثارها علينا ( ألايجابية ) و ( السلبية ) !!!؟ دعونا نتأمل ....

المشروع الذي درسته أوربا ودعمته مؤسسات مالية وصناعية /بحثية ضخمة وموثوق تريد أن تستثمر ( أموالا وعلما ) في الشرق الأوسط أي أنها تريد أن تستفيد وتحصد أرباحا دون أن تخفي هذه المسألة عن أحد ، والمشروع هو إنشاء مزارع لخلايا الطاقة الضوئية لتوليد طاقة نظيفة ومتجددة في منطقة جنوب وشرق البحر المتوسط ، هذه المزارع سوف تغطي 15% من حاجة أوربا المستقبلية للكهرباء ، وسوف يدفعون للدول التي سوف تسمح بإقامة هذه المزارع بها كهرباء أو أموالا أو سلعا الخ .

فيما لو حصلت ممانعة ستلجأ الشركات ،إما إلى الرشوة والفساد للحصول على أراض تقيم عليها مشروعها ، أو سوف تستغني عن المشروع في منطقة ما وتضاعفه في منطقة أخرى ، حيث أن هذه الألاعيب أصبحت واضحة في عموم العالم الثالث المبسوط بعالمثالثيته حتى حدود الثمالة ، حيث سوف يتم الادعاء بالدفاع عن شمس هذا العالم الثالث بدعاوي منها ، أنهم لا يعطونا المعدات كي نولد بأنفسنا الكهرباء ونبيعها لهم ( كما البترول ) ، أو أنهم يريدون شراء أشعة شمسنا بثمن بخس ، أو يجب تفعيل سلاح الشمس ( كما سلاح البترول ) على الدول الامبريالية ، أو أن هذه الحقول محطات تجسس ( بوجود الأقمار الاصطناعية طبعا ) ، أو أنهم يريدون شمسنا كي يصنعوا من كهربائها وسائل ضدنا ، بالإضافة إلى الكثير الكثير من الدعاوي الرجعي منها والتقدمي ، العلمي منها والعاطفي ، الواعي لحقيقة الكرة الأرضية الحديثة والمطنش عن العصر واستحقاقاته ، ولكن المسألة هي هي بروفة مكررة عن جميع الموارد التي تنضح بها هذه المنطقة وغيرها من مناطق العالم الثالث .

تمتلك هذه المناطق شمسا منذ أقدم العصور ( وهذا اكتشاف حديث !!)، و في المناطق التي لا تمتلك هذه الأشعة بالكمية التي تمتلكها هذه المناطق تم تطوير خلايا استغلال الطاقة الشمسية، فمن أولى باختراع هذه الخلايا ؟ الذين لا يملكون مواد أولية كافية ( وهي هنا أشعة الشمس ) أم الذين يملكون فائضا منها ؟ والعلم مفتوح للجميع، لماذا علينا دوما انتظارهم ليخترعوا لنا ؟ لماذا على سكان هذه المناطق أن يولولوا كلما ظهر تطبيق علمي لمواد من عندهم ( السودان يمتلك أكثر من 40 مليون بقرة والدانمرك تمتلك أقل من مليون ) ، واليوم ننتظر الولولة على الشمس ونتحمل نقص الكهرباء ولا نبادر بإنشاء محطات لتوليد الطاقة من الشمس ، فاختراع الخلايا قد تم ولم يعد معجزة أو احتكار ، ولكن المسافة في العالم الثالث بين العلم والتطبيق هي مسافة هائلة ومهدورة تقدمه ( أي العالم الثالث ) كضحية سهلة للاستثمارات والاستغلالات .

ليس المشروع ( لعب عيال ) عندما تبادر مؤسسة مثل دويتشه بنك أو سيمنس لتمويله ، لماذا نحن قاعدون ونتحضر للتباكي والشكوى من سرقة شمسنا ؟؟؟ أساسا ماذا استفدنا من وجودها أو ربما لم ننتبه لوجودها والعالم يقيم أبحاثه وتجاربه واستثماراته.

لتجارب الحصول على طاقة بديلة متجددة ونظيفة ورخيصة، أنواع كثيرة ومتعددة بل وطريفة، فهل حاولت جامعاتنا العربية برمتها إبداع طريقة للحصول ما نحن بحاجة إليه ؟؟؟