عندَ بداية وخلال العام الدراسي تكثُر التساؤلات والأفكار والمشكلات بين الطلاب و أساتذتهم في الجامعة وتبدأُ معها عمليةُ رمي الكرة من طرفٍ إلى آخر في من الذي يتحملُ هذهِ المشكلة وتلك؟!.

لكي تكون الرؤية كاملة يجب أن ننظر إلى الجامعة بعينين: عين الاساتذة وعين الطلاب، ولكي تكون الكلمة واضحة يجب أن نسمعَ إلى الجامعة بأذنين: أذن الأساتذة وأذن الطلاب، فلا يمكن معالجة أي موضوع يتم طرحهُ بعينٍ واحدة وبأذنٍ واحدة ولكي نرى الكلمة ونسمعُها بشكلٍ واضح يجب أن نضعَ النقاط والحروف معاً.

على الطلاب أن يضعوا النقاط والحروف في تحملِ مسؤوليتهم ليس في الدراسة بشكلٍ معلب، حتى ولو كانت معظم مناهجنا بهذا الشكل، إلا أن عليهم أن يعملوا على التطوير الذاتي من خلال البحث المستمر في المجال الدراسي الخاصِ بهم، وهذا يتعزز من خلال المشاركة في العمل الإداري والدارسي عن طريق المساهمة في طرحِ أفكارٍ من أجل تطوير المناهج الدراسية والمتابعة المستمرة لها، وهنا يدخلُ دورُ الهيئات الإدارية الطلابية بدخولها في صلب الموضوع وليس التواجد فقط لتحضير رحلاتٍ وبرامج ترفيهية، إن مهمة هذه الهيئات هام جداً ويجب على إدارة الجامعة أن تفسح المجال لها أكثر لتلعبَ دورها بشكلٍ أكبر وفعّال في دعم الطلاب بالفعل وليس كما تعودنا في النقد لمجرد النقد دون التحرك والعمل.

على الأساتذة أن يضعوا النقاط والحروف فيما يايتعلق بالمناهج الدراسية وما يلزمها من تطوير يواكب فيه المجتمع وتطور أدوات الحياة، والاسلوب في إعطاء المواد الدراسية هو أحد النواحي التي يجب أن تواكب وتستثمر هذه الادوات فالطريقة الكلاسيكية أصبحت لا تخدم بإصال الفكرة والموضوع إلى الطلاب بشكلٍ مثمر. وعلى أمزجة بعض الأساتذة أن تتوقف عن اللعب بمستقبل طلابها من خلال التدريس وإهمال التصحيح في الإمتحانات. الجامعة هي مؤسسة أي ليست شخصاً، ومن أهم عوامل استمراريتها هو وجود خطة واضحة في الكليات يتم العمل عليها فليس من المنطقي أنه كلما جاء مسؤولٌ جديد يلغي خطة من قبله ليبدأ بخطته الشخصية، هذا الامر مرفوض وهو يعرقل تقدم الجامعة نحو الأفضل.

أن نضع النقاط والحروف هو عمل مستمر على مدار السنة ويتم ذلك من خلال التواصل بين كافةِ أطراف الجامعة، وهذا التواصل يلزمهُ في البداية بناءُ ثقة وتعزيزها، وتبنى هذه الثقة من خلال الصراحة التي يجب أن تكون في الحوار بين معادلة الجامعة ( الاساتذة+الطلاب)، وهنا يدخل تقبل النقد الذي يتوجهُ فيه كل طرفٍ للآخر وعدم تصويرهِ وكأن الجامعة هي حلبة صراع مستمر لأنه في النهاية ليس فيها من رابح بل الجميع سيكون خاسراً.

أن نضع النقاط و الحروف هو بداية قبل أن نفتح كتاب الجامعة على مصراعيه والدخول بين سطوره وصفحاته المختلفة وما كتبناه في البداية هو جزء مختصر من العديد من الأفكار والمشاكل والوقائع التي تتفرع خلال السنة الجامعية.