موسم رمضاني يحفل بالتقلبات الأنثوية، وربما بأسئلة الشك التي ترسم مساحة من عدم الاتزان داخل العلاقات الاجتماعية، ولكنها في النهاية صورة أضطر للدخول في تفاصيلها بغض النظر عن "الاضطراب" الذي تتركه عبر مساحة من الخوف، أو من الآخر الذي يرتسم أمامي وأمامها...
من "قلبي معكم" الذي أراه يصور"أنثى فاشلة" يضيع الزمن عمرها دون أن تجد "حبها" أو "مساحتها" أو حتى اتزانها، إلى "زمن العار" الذي يتفوق في تقديم تقلبات الأنثى ولكن باتجاه واحد... فمن هي الأنثى التي يحاول صياغتها "نجيب نصير" و "حسن سامي اليوسف"؟ وهل اختلفت عن أنثى "الانتظار" التي كانت أيضا غير قادرة على رسم مستقبلها وسط انتشار العشوائيات في محيط دمشق؟!!!
أريد أن أبدأ من نقطة أولى، لأنني هنا لا أحاول أن أجد مسارا للخط الدرامي لمجموعة من الشخصيات الأنثوية، ولكنني أبحث عن "صورتي"... أو "صورة" أي أنثى داخل الدراما التي اتجهت نحو ما يسمونه "الواقعية"، حيث أجد ثلاث نماذج في "زمن العار"، الأولى هي "الأنثى" التائهة، وربما ليس مصادفة أن يكون هذا النموذج الذي جسدته "سلافة معمار" هو الأكثر عطاء وتضحية، لكنه في نفس الوقت يُخطئ الخيارات، أو يمتلك صورة "الخائن" لمحيطه نتيجة "سذاجته"، فهل هي النتيجة المنطقية لمسألة "العطاء"، ورغم ان فكرة "العار" التي أراد الكاتب كشفها مجسدة في "التراث الثقافي" الذي لا يرى العار إلا من خلال حرية المرأة في جسدها، لكنه في نفس الوقت حمل هذه الأنثى مفهوم "الخيانة" لمحيطها وصديقتها تحت عنوان "السذاجة".
والأنثى الثانية تصور مجموعة إن صح التعبير لأشكال التسلط المدعومة بالمال أحيانا أو بالمواقع "السلطوية" أحيانا اخرى، وفي هذه الصورة ربما علينا أن نقف عند القيم التي يمكن أن تحملها هذه الأنثى، فهي تتسلط بـ"الكيد" أحيانا مع القدرة على التلاعب بمساحة من حولها، مستخدمة سلاحها القديم في "الإغواء"، لكنها في مواقع أخرى تتسلح بالغيرة والمال، أو حتى بقدرتها على "سحق" الآخرين ومن "بنات" جنسها، ففي الساحة الأنثوية أول الضحايا هن من النساء.
الأنثى الثالثة هي تلك التي دخلت مساحة المنافسة مع الرجل في محيط عمله، فعصريتها هي في استخدام نفس القيم السائدة... هي أنثى مرتشية وقادرة على الانسجام مع منظومة الفساد، وهي الأقل حضورا داخل "زمن العار"....
على مساحة العمل هناك مجموعة أخرى من الإناث يتوزعن في أدوار كلاسيكية، وبغض النظر عن قدرتهن في دعم صورة الأنثى، لكن الانطباع الأقوى هو لمجموعة الشخصيات التي حفرت داخل العلاقات الاجتماعية بشكل عنيف مخلفة ضبابية أو شكوك تجاه صورة الأنثى، أو حتى قدرتها على الخروج من النمطية التي تطرحها أعمال تراثية أخرى.... فأنثى حسن سامي اليوسف ونجيب نصير ليست فقط نماذج مختارة بل إن زمن العار لصيق بها أو حتى يحاكي صورتها.