هي بالفعل تحتاج إلى حفلة... لاختلاق مناسبة يستطيع البعض عبرها الاجتماع لاستعراض مواهب "الحجر" أو "افتراض الخصوصية" للأنثى، فالحجاب سواء كان فريضة أو لم يكن هو في النهاية رسم تمايز بشأن "الأنثى"، أو وضع فواصل وهمزات وخطوط تحت كل ما هو "غير ذكر"، وإذا حاولنا أن نرسم دوائر جديدة داخل الثقافة لاقتنعنا بأننا في النهاية لا نعيد التراث، بل نُركب حالة مختلفة من الصور التي تريد أن تكون لنفسها حدودا وإغلاقا، ثم تفرح بقدرتها على فرض الهيبة على جمهور النساء.

ما الذي يعنيه وضع الحجاب سوى الانضمام إلى مملكة جديدة، وماذا ستوحي احتفالات "الهداية" لإحداهن حتى ولو كانت طفلة سوى أن "المملكة" زاد ت واحدة، وأن النفوذ الخاص بمرجعيات النساء توسعت ولو لمسافة صغيرة، وهل علينا من جديد إعادة تفسير الحجاب خارج مسألة الصراع مع الأخريات السافرات او المتوقفات هنا وهناك يرسمن عالمهن بعيدا عن سطوة المرجعيات.

لماذا يريد البعض تقديم إيحاء بأننا في ساحة معركة، وأن هناك افتراق بين زمن الحجاب وما بعده، أو ما قبله، فالاحتفال في النهاية يبدو كطقس خاص لتقديم فتاة إلى زمن مختلف، بينما كنا نعيش سابقا على النظر إلى الموضوع من زاوية مختلفة... هو مجرد سؤال لأن الحجاب إذا كان عبادة أو تحصين للمرأة فهو لا يحتاج لهذا الابتهاج أو الطقس الاحتفالي، وما يحدث في أي حالة هداية هو نوع مختلف يعبر عن "سلطة" أو "سيادة" تقدم "المكافأة" لمن ينضوي تحت سلطتها.

في مساحة الحب والرحمة التي يتركها الله في نفوسنا سيتسع مفهوم "العبادة"، ليتخذ شكلا من الاتحاد مع الكون، أو ربما هذا ما أفهمه عندما يغمرني العشق للوطن والناس... للمحجبات والسافرات... عندما أشعر أن الجميع هم أنا، وأنني موزعة على الناس فيسكنني الأمان لأنني في حياة لا يدخلها التقسيم القسري أو المنافسة في فرض المرجعية مهما كانت على القاصرات أو حتى البالغات... هي مساحة الحب المزروعة فينا، فتجعلنا قادرات وقادرين على إنها ء"العزلة" سواء كانت بنقاب أو جدار إسمنتي أو فولاذي... فالوطن مساحتنا وهو يستوعبنا مهما كنا.