الكلمة بذاتها تحمل حساسية خاصة، لنها صورة لثقافة عليها ان تنتهي، أو ربما ندفنها داخل التراث الذي نعيش على مائدته ليل نهار، فالمسألة ليست كسرا للحياء في العشق فقط إنما في طريقة تركيبنا للصور التي نحملها أو نضعها للأجيال كتراث آخر ليس عليهم الاعتماد عليه بل قراءته لمعرفة حالة التواصل المعرفي، فعندما نكسر الحياء في العشق نتحرر بالكامل من أسر الحرام والحلال، ومن صورة قيس وليلى، وربما من مسألة "العذرية" المركبة على مساحة الأنثى....

لكن الحياء لا يرتبط بعشق لأنه ظاهرة ممتدة تخترق السياسة أحيانا، أو تتشكل حول الأدب، أو حتى تبني لنفسها مكانا في تفاصيل حياتنا التي تتركنا نبحث دائما عن أجوبة تحوي نصف الحقائق، وتسترضي الآخرين على قاعدة "الحياء الاجتماعي" أو السياسي، فهل نستطيع إيجاد "حياء" آخر قادر على الانسجام مع الرغبة الجامحة في اقتحام المستقبل؟ وهل يمكن لنا أن نعيد ترتيب السلم الأخلاقي بحيث يكتب "الحياء" معاني لا تفرض علينا حالة الكذب الدائم على أنفسنا؟

عندما نكسر الحياء ننطلق بعيدا عن أسر التفكير النمطي، والقيم التي ارتبطت بالسكون وباللطف الجديد، وربما بمجارات الهدوء الذي يريده البعض غطاء لكل التفاصيل، بينما تشتعل أجسادنا رغبة، وعقولنا تحاول أن تكتم الأسئلة التي أصبحت بالمحرمات، فأن نشك وبشكل علني هو كسر آخر لحياء التفكير، وأن تصبح الأسئلة مسارا لنا فترسم مساحات جديدة من الواقع أو تعيد كتابة تفكيرنا على صفحة المستقبل، عندهت تنتهي العصور الوسطى... تتكسر وراء الدفق الخاص للعشق والخيال والجرأة في التعلم من جديد....

أسهل ما يمكن كسره هو حياء الجسد، والصعب هو التحرر من نمطية التفكير ومن الأجوبة الجاهزة للثقافة التي تدعي امتلاك كافة الحلول، فيتوقف التحول والتغير، ونصبح كائنات منتهية عتد جدران العقائد الجامدة، فمن يستطيع كسر حياء أسئلة الوجود أو اختراق مبادئ الأحزاب، أو حتى البحث عن منفذ جديد لأجيال علينا امتاعها كي تيتطيع الدخول إلى القادم.

لمن يسأل عن كسر الحياء فعليه مقارنة رغباته أمام المحرمات، والتأكد من أن التعقل والحكمة تظهر عندما تنعدم احتياجات الإنسان فيصبح صورة معلقة على جدار، أو جسدا متنقلا بينما مشاعره مخزنة داخل علبة صفيح قادرة على خنق كل شيء... أن نكسر الحياء هو أن نتصرف خارج المتوقع ودون أي صورة مسبقة عن القيم أو مناهج التفكير المعتادة....