أعتذر من كل نظريات "فرويد" التي كسرت بها اعتيادي على رؤية العالم، أو على استقبال النظرات نحو أي جسد يتنقل ... وأعتذر لأنني لم أعد أستطيع تقبل أي تلميح لـ"دونية" تتقمصني أو تحكم على مسامات جسدي بالتواري خلف الزمن ... فأنا أفكر بأن كل المساحات التي تفصلني عن نفسي لا تنتمي إلى زمن "الأمومة" بل إلى الوقت الذي اختاره ثم أعيشه كما أريد.

في زمن فرويد أفهم نفسي .. وفي زمني الخاص أرسم الأنثى كما تشتهي أن تكون، ثم أحيا كما أحلم ... وإذا استمالتني نظرة فلأنني أريدها أو إذا اخترت التضحية فلأنها رغبة في التفرد أو حب حقيقي يملؤني بعنفوان الشباب، ولكنني لم أولد لـ"أسترضيك" أو أحلم بالنظر نحوك حتى أرسم السرور على وجهك ... "ذكر" متشرب بكل الماضي أو يمتطي الكون لأنه بحكم العادة أو العرف أو التوصيف الفرويدي قادر على المجازفة، أما أنا فتلاحقني اللعنات الخاصة بالخطيئة من التوراة إلى آخر جمعية في "الولايات المتحدة" تحاول أن ترفع شعار "أعيدوا لنا رجولتنا"!!

فليستعيدوها ولكن خارج جغرافيتي ... أو ليرسموا كل طموحات "الفحولة" بعيدا عن مساحات الزيف التي تحول العالم إلى صراع أبدي بين جنسين ... أنثى وذكر ... وعالم ترسمه خيالات الرغبة الجامحة أو ينام على "المكبوت" في مجالات "الإناث" الزاهدات القانتات .... الحافظات لـ... وفق ما تمليه اعتقادات عالم مبدع ولكن بحدود "الأصوليات".

لم أكن أعتقد أنني مضطرة لمراجعة النسمات التي تنفستها منذ الولادة، أو حتى مسح الكلمات التي اخترقتني ... لكنني مازلت أشاهد العالم على شاكلة "الخطيئة"، فإذا لم أكون وجهي فسأبقى هائمة داخل "علم النفس" المركب في أشكال ترسم أمامي آلاف الأسئلة ... أو سأستمر في التحليق أمام "رجال" الماضي بعد أن اعتقدت في لحظة ربيع مفاجئ بأني حصلت على ضالتي، ثم اكتشفت أن "الدونية" مرسومة في أشكالهم ذكورا وإناثا ... ذكورا يستمتعون بالتشدق والمباهاة بقناعتهم بحرية المرأة، لكن أي لحظة كافية لكشف المستور، وإناث قادرات على نسف الدنيا من أجل نظرة رضى أو حتى لحظة حرية زائفة.

لم أخلق لأسترضيك ... فأنا أسترضي نفسي في البداية وأحلم بأن لقاء ذكر وأنثى هو من النوع المبدع ... النوع الذي يخلق العالم من جديد ... فتغار الآلهة مما يحدث أو يقتل رجل تراثي نفسه لأنه عاجز عن وقف السلسلة الدائمة لحياة هو غير قادر على إنهائها ... فيستمر الخلق!!!