يمكن أن يستفيق أو ينام أو يلعب بنا فلا نعرف هل لنا أن نتابع طيفه أم نقف عند حدود لا نستطيع تجاوزها، وفي سلسلة الأسئلة التي لا تتوقف في حياتنا تبقى الأسئلة المكررة، وإشارات الاستفهام التي نضعها دائما في مساحة العشق أو السياسة أو السلام!! أسئلة ربما أخطأنا صياغتها فلم نستطع التوصل إلى رؤية كي نستفيق من خيال ربما رافقنا وسيرافق الأجيال القادمة، فقلقنا يستفيق وينام، ويرحل بنا في أطول "لعبة" لا نعرف كيف نصل إلى إيقافها وهي محاصرة بالأسئلة...
هي مجرد "استثارة" لحالة من "عدم الخلق"، والمثابرة على التمسك بخيوط الأسئلة الأولى، حتى ولو بدت نوعا من سراب في صحراء التفكير، فعندما نعشق نبحث عن "حلال" هذا الغرام، ونسأل عن "شرعية" الشريك الذي يجتاحنا من غير انتظار، لكن الحياة ربما لا تمثل "تجربة" لأنها لا تتكرر، ولا تشكل اختبارا طالما أننا نقع في النتائج المتتالية دون أن نجد أي مخرج، فهل يمكن أن نغامر خارج الأسئلة المكررة؟ وهل نستفيق على لحظة "إبهار" تجعلنا نرتب الكلمات من جديد فنصل إلى سؤال مختلف؟
لا أعرف كيف يمكننا أن نضغط حتى تتحول إشارة الاستفهام إلى تعجب، ولماذا عندما نكسر القناعات القديمة لا نصل إلى لوحة مختلفة في الحياة، فنعشق قبل أن نسأل ونتحرر قبل أن تحاصرنا السياسية، ونقفز فوق السلام دون أن تحيط بنا قرارات الشرعية الدولية أو حتى "مرجعية مدريد"... لا أعرف لماذا أرى الحياة انعكاس لعقل تحاصره الكلمات وتصنع مناسباته التي تطل منها الوجوه القديمة فتتكلم وتسرد، ثم تنتهي في حدود التجريد أو المطلق، بينما يتجرد جسدي قبل أن يسبح عقلي في افتراضات لا تنتهي، وأتلمس النور الذي يمكن أن تحمله محاكاة ما بين العشق والسياسة، أو الجنس والتسوية، أليس الزواج "تسوية" للجنس؟ أم أنه مشروع لمفاوضات غير مباشرة" ما بين الرغبة في الجموح، و "عقلانية" التشريع التراثي.
هل تختلط الأمور في زوايا الحياة لتجعل العناوين الكبرى مجرد تعبير عن تفاصيل مملة تجتاحنا؟ هو مجرد بحث في "السأم" الذي يطل كلما أصحت الحياة على سوية واحدة، وتخلى البحر عن الموج، فيجتاحنا.. يجتاحني... الملل الذي يبحر بالأمل إلى خارج الخارطة المعهودة، لكن في النهاية ربما تبقى المحاولة والعناد، ويبقى التفكير الذي يمكن أن يمزق جدران العقل فنخرج من العلم النمطي ومن "سكون المجتمع" إلى صخب آخر ربما يحمل لنا جديدا في الأسئلة، أو يقودنا إلى أنواع مختلفة من المغامرة في الحياة.
يستفيق القلق وينام لكنه يبقى مسكونا بنا ويبقى مستلقيا في زوايا من حياتنا نكتشفها في لحظات التجلي فنصرخ ونزعج كل "الهادئين" بنمط مختلف من الأسئلة....