تكاد جائزة أدونيا أن تصبح تقليدا سنويا يحتفي بحصاد الدراما التلفزيونية المحلية فهذه هي السنة السادسة لها، حيث يبدو التطور على أدائها واضحا بين سنة وأخرى، ولكنها لم تتحول إلى مؤسسة بعد فما زالت جهود فردية تخطط لها وتنفذها بتعب وإرهاق جبارين، ما يمكن اعتباره مرحلة تأسيسية يجب أن تنتهي لصالح مؤسسة اختصاصية مستمرة ترسي الانحياز للأداء الفني في هكذا مجال.

الجمعة 26/11 /2010 كان حفل توزيع الجوائز، وهو ليس مجرد فترة توزع فيها الجوائز بل مناسبة تتم فيها عدة فعاليات ترويجية وتسويقية تفيد المنتجات التلفزيونية المحلية، هذا بالإضافة الى تجمع فناني سوريا وضيوفهم العرب ما يصنع تبادلا ثقافيا معقولا يعبر عن أكثر من توزيع جوائز سنوية فقط.

المهم في أدونيا هذا العام هم "الحردانون".. نعم الحردانين من الذين لم يستوعبوا ان هناك جائزة واحدة ومتقدمون كثر، فكل حردان من الحردانين يعتقد أن الجائزة له وهو أولى بها وإلا فإن الجائزة إما تافه أو مغشوشة أو ظالمة أو أو ، وينقسم الحردانون إلى نوعين: الأول لا يأت إلى الحفل إلا بشروط أقلها أن تكون له جائزة معتبرة أو الجائزة التي يفضل، ولكن الحردانون جميعهم، مرتبكين فيما سوف يقولونه لزملائهم الحردانين الآخرين، فمجرد الاشتراك في الحرد (جمعية الحردانين المتضامنين) يعني أن الجائزة التي يفترض أحد الحردانين أنه يستحقها سوف ينافسه عليها حردان آخر يفترض انه يستحقها أيضا نظرا لنيله شرف الحرد على الأقل، وهكذا لا يبق التخلف مكانا للصلح فإما الجائزة لي أو فهي لا جائزة ولا تأخذ أية جائزة شرفها إلا بسبب حصولي عليها، وهذا سخف ما بعده سخف ومن المعيب أن يتحلى به فنانون كبارا كانوا أم صغار.

أما الثاني يا سادة يا كرام ، فهم الحردانون من فوق منبر أدونيا المعترضين على نظامها ويفترضون أنهم يستطيعون وضع نظام بديل أريح للقدمين مثلا، أو المشككين في مصداقيتها حتى يحصلوا عليها، حتى أن أحدهم نعتها بالجدانوفية من على منبرها متشاطرا ومهضوما دون أي سبب لذلك إلا وربما أنه لم يرشح الى أية جائزة !!... إذا الجائزة مشكوك بأمرها وتتقصده لا بل هي قامعة ورقابية وجدانوفية المصطلح الذي أنتهى منذ الستينيات وليس بعد إزالة جدار برلين، أما إحدى الفنانات فعبرت عن عدم المعقولية أنها لم ترشح هذا العام لأية جائزة فهي عبقرية التمثيل الأولى (المصيبة أن زميلاتها تعتبرن أنفسهن كذلك) ولم ترشح؟ يا للخفة والابتسار اللذان يحدقان بهذه الجائزة.

أيها الفنانون والفنيون والكتاب، كان هناك هذا العام 29 محكما ليس لهم علاقة يبعضهم صوتوا كما ارتأوا لم يتصل بهم أحد ولم يضغط عليهم أحد، قالوا كلمتهم وجمع الكومبيوتر العلامات التي أعطوها، فلماذا كل هذا العنت ، لينظرن أحدكم الى زميله/ ته المغتاظ/ة كيف سوف يتقاسمان جائزة واحدة، فالجميع يستحق ولكنها جائزة واحدة، المسألة الثانية كل منكم يرى بعمله كأهم الأعمال ولكن للمحكمين رأي في ترتيب هذه الأهمية وإلا لماذا أتيتم بهم ومن أين سوف نجلب لكم حكاما أمن المريخ أم الزهرة كي يستطيعوا تقدير إبداعاتكم الهائلة، إنها عقدتنا الكبرى وهذه العقدة لا تنتج فنانين حتى ولو أنتجت بعض الفن، من المعيب أن نكون على هذا المستوى وندعي مقدرتنا على إنتاج فن وليس مجرد دراما تلفزيونية يستطيع أي كان في الكرة الأرضية إنتاجها لمجرد أن يكون الى جانيه مجموعة محطات خليجية تدفع.