فقلق فرنسا الأكثر قربا من لبنان وسورية من بقية الدول الأوروبية يفرض على باريس التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ودخول ’ الطبخة ’ الدولية مرحلة متقدمة
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&id=26045&dir_id=42
الكاتب : حازم خضر
تختلف زيارة الرئيس بشار الأسد الحالية الى باريس جذريا عن زيارتيه السابقتين عامي 2008 و 2009 . الملفات الطارئة في الواقع الإقليمي وخصوصا ما يتصل بالقرار الظني المتوقع صدوره واستهدافه لحزب الله باغتيال رفيق الحريري تشكل عنوانا عريضا في اهتمامات الفرنسيين كما السوريين، وهو ما يفسر دعوة الرئيس نيكولا ساركوزي للرئيس الأسد لزيارة باريس للبحث في ذلك العنوان بشكل خاص .
فقلق فرنسا الأكثر قربا من لبنان وسورية من بقية الدول الأوروبية يفرض على باريس التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ودخول ’ الطبخة ’ الدولية مرحلة متقدمة ما يهدد الأمن والاستقرار اللبناني ويدخل المنطقة برمتها في مخاطر لا يعرف أحد الى أين تتجه. وذلك القلق يلتقي مع حرص سوري على حماية لبنان واستقراره وهو ما يترجم اليوم بالتحرك عالي المستوى مع الرياض لإنجاح مبادرة تنزع فتيل التوتر وتجنب لبنان مؤامرة المحكمة الدولية.
المهمة ليست يسيرة على الإطلاق بل إن تعقيداتها ودخول القرار الظني مرحلة الانتظار النهائي كما نشرت مؤخرا صحيفة ’ لوفيغارو’ يؤكد سرعة التحرك بين باريس ودمشق لعمل شيء يضاف للجهد الأساسي الذي يقوده الرئيس الأسد شخصيا والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
الجهد بذاته يفترض التحرك على مستويات أخرى وخصوصا من باريس التي لم تقم الى اليوم بجهد جدي لتجنيب لبنان الفتنة المحدقة انطلاقا من موقع فرنسا المتقدم في مجلس الأمن وضمن الاتحاد الأوروبي وفي علاقاتها مع أطراف لبنانية لا تزال تراهن على المحكمة الدولية رغم كل ما كشف عن شهود الزور والتآمر الدولي لإشعال الفتنة في لبنان.
بهذا المعنى يفترض أن تضع القمة السورية - الفرنسية ما يشبه خارطة الطريق للتحرك خلال الأسابيع القليلة المقبلة أوروبيا ولبنانيا من أجل التسريع بالخطى لمعالجة ترضي الجميع ولا تلقي بمصير لبنان الى الفتنة . والقواسم المشتركة أكبر مما يتم تصويره وتشمل خصوصا الاتفاق على ضرورة كشف قتلة الحريري لكن ليس عبر الزج بأي فئة أو حزب لبناني استنادا الى تسييس وفبركات باتت مفضوحة لكثرة ما جرى تفنيدها لبنانيا وعربيا ودوليا . وأيضا تتضمن تلك القواسم توافق دمشق وباريس على أن استقرار لبنان أولوية وينعكس بالضرورة على استقرار المنطقة برمتها وبالتالي لا يجوز الاقتراب من إشعال الفتنة وهي التي تلوح اليوم بالأفق بناء على قرار ظني استند في تركيبته على محكمة مسيسة من بابها إلى محرابها وعلى شهود للزور.
الزيارة إذا تتجاوز ما بحثته الزيارتين السابقتين وزيارتي الرئيس ساركوزي الى دمشق أيضا كون تلك الزيارات وضعت الأساس لعودة الروح الى علاقات البلدين وأطلقت تعاونا اقتصاديا جرى تجميده في عهد الرئيس السابق جاك شيراك .
لا أمال وردية تعلق على القمة السورية الفرنسية الخامسة بين الرئيسين الأسد وساركوزي . فحجم التدخلات الدولية وخصوصا الأمريكية ومن بعض العواصم العربية باتجاه الدفع بالقرار الظني تفرض دعما لجهود دمشق وباريس والرياض في السعي لمقاربات لا تزال غير واضحة المعالم بل وغير مضمونة التنفيذ لما يعتري لبنان من مخاطر.