بين الرئيس بشار الأسد إن هناك تنسيقا فرنسيا سعوديا منذ أشهر، وهناك تنسيق فرنسي سوري ولا توجد مبادرة كما يطرح، وأوضح في رده على أسئلة الصحفيين بعد مباحثاته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أن الحل هو لبناني وليس سورياً ولا فرنسيا ولا سعوديا.

وكان الرئيس بشار الأسد ونظيره الفرنسي استعرضا العلاقات السورية الفرنسية والخطوات المبذولة لتعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في جميع المجالات بما يتناسب مع عمق الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين.

وقال بيان رئاسي سوري انه تم التأكيد على أهمية البناء على جسور الثقة المتبادلة بين الجانبين لمواصلة الارتقاء بهذه العلاقات وتوسيع آفاقها بما يخدم مصالح سورية وفرنسا المشتركة وسعيهما لتحقيق الاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط لما له من آثار إيجابية على أوروبا والعالم.

كما جرى خلال القمة التي تخللها غداء عمل استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وأكد الجانبان حرصهما على استمرار التشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

حضر اللقاء كلود غيان الأمين العام للرئاسة الفرنسية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية.

وبين الأسد بعد المحادثات أن ما نريد أن نقوم به وما ناقشناه اليوم وما ناقشناه سابقا مع السعودية هو كيف نسهل الأفكار التي تطرح لبنانيا لنرى أين تلتقي هذه الأفكار من خلال إجراءات لأننا نرى أن كل الأطراف ليس لها مصلحة بالفتنة في لبنان.

وأعرب الرئيس الأسد عن تقدير سورية للموقف الفرنسي اتجاه ما صدر وأعلن في إسرائيل حول إصدار قانون مؤكدا يحتم إجراء استفتاء من أجل الموافقة على الانسحاب من الأراضي المحتلة مؤكدا أن إسرائيل في هذا الإطار تقوم بدور السارق الذي أخذ الشيء الذي لا يمتلكه ويذهب إلى سوق الحرامية لكي يبيعه وهذا الشيء مرفوض منطقيا وقانونيا وأخلاقيا .

وردا على سؤال حول عملية السلام في المنطقة قال الرئيس الأسد إن المبادرة الأميركية تحركت منذ أشهر على المسار السوري وعلى المسار الفلسطيني ولكن الواضح حتى الآن أنه لا يوجد شيء حقيقي متسائلا هل نلوم الراعي .. لا نستطيع أن نلوم الراعي قبل أن نلوم الأطراف الأساسية.

وأوضح الرئيس الأسد أن هناك طرفا عربيا مستعد للسلام وهناك طرف إسرائيلي غير موجود فعليا في عملية السلام أو ما نسميه غياب الشريك أو الشريك الوهمي.

وأضاف الرئيس الأسد.. شجعنا الفرنسيين على التحرك أكثر وخاصة بعد أن عينوا المبعوث الفرنسي لعملية السلام السيد جان كلود كوسران وسألتقيه لكي نرى ما لديه خلال الفترة التي فصلت بين لقائي السابق معه واليوم.. ولنرى هل هناك أفق ولو أن الآمال ضعيفة ونحن في سورية دائما نتفاءل ولكن التفاؤل لا يلغي حقيقة أن الأوضاع أسوأ على الأقل بالنسبة لعملية السلام.

وردا على سؤال حول سعي فرنسا للعب دور وساطة على المسار السوري وهل هناك أي تقاطعات جديدة طرحها الرئيس ساركوزي بهذا الشأن بالتنسيق مع الدور التركي قال الرئيس الأسد.. إن بحث موضوع السلام مع الجانب الفرنسي كان فقط سابقا عندما أتى كوسران إلى سورية وسمع وجهة النظر السورية موضحا أن الحديث مع الرئيس ساركوزي اليوم تناول.. إلى أين وصلت الجهود الأمريكية.

وتابع الرئيس الأسد.. بما أن الجهود الأمريكية لم تصل إلى مكان بسبب تعنت اسرائيل ورفضها عملية السلام فمن البديهي ألا تصل إلى مكان مع الفرنسيين.. مجددا القول.. إننا شجعنا الرئيس ساركوزي لكي تتحرك فرنسا قدما للأمام ولكن بنفس الوقت علينا أن نسمع التفاصيل الموجودة لدى كوسران مبعوث عملية السلام المعني بهذا الملف فربما تكون لديه تفاصيل ليست موجودة بالضرورة لدى الرئيس ساركوزي.

وأضاف الرئيس الأسد.. بصرف النظر أين كان الموقف الأمريكي بالنسبة للمفاوضات والمستوطنات وأين أصبح فنحن ضد أن يكون الجوهر هو المستوطنات.. هذا خطأ مؤكدا أن القضية هي قضية أرض والأرض ستعود وقال.. من يرد أن يتحدث عن السلام فعليه ان يتحدث عن الانسحاب من الارض وعن عودة الحقوق وليس عن المستوطنات ونحن في البداية والنهاية لنا نفس الموقف تجاه هذا الموضوع.

وردا على سؤال بشأن التفاهم السوري السعودي حول لبنان وما يمنع تطبيقه حتى الان وانضمام فرنسا الى هذا التفاهم أجاب الرئيس الأسد.. إن هذا السؤال يتناول موضوعا داخليا لبنانيا و انطلاقا من احترامنا للسيادة والاستقلال لا نريد أن نتدخل في هذا الموضوع.

وردا على سؤال حول الدمج بين الدورين الفرنسي والتركي بشأن عملية السلام على المسار السوري قال الرئيس الأسد.. لا أعتقد بان هذا الشيء ممكن سواء الدمج أم الفصل لعدم وجود شريك متسائلا كيف نطلب راعيا دون وجود شريك والسلام عملية مشتركة بحاجة لطرفين.

وأضاف الرئيس الأسد.. أعتقد انه حتى الدول التي تقف حكوماتها إلى جانب اسرائيل تتفهم وجهة النظر السورية وثبت لدى الجميع أن المشكلة هي إسرائيل وأن المعرقل هو إسرائيل ولم تعد المشكلة ماذا تقول سورية والمشكلة التي نناقشها مع الجميع هي كيف نقنع اسرائيل لكي تتحرك باتجاه السلام ولم يعد مطلوبا منا شيء ونحن نوافق على قرارات مجلس الامن وهم يعرفون بأن السلام لن يتحقق دون عودة الارض كاملة من دون نقصان ومن دون شروط وأن هذا الموضوع محسوم ومنته مع كل دول العالم ويبقى كيف يقنعوا هم إسرائيل.

وقال الرئيس الأسد في معرض رده على سؤال حول ما إذا كان الموضوع العراقي وتشكيل الحكومة العراقية طرحا في مباحثاته مع الرئيس ساركوزي.. إن هذا الموضوع لم يطرح وإن سورية تدعم تشكيل الحكومة العراقية حيث انتهى العراق من مرحلة ما بعد الانتخابات وكانت مرحلة صعبة مشيرا إلى أن سورية كانت قلقة من العقبات التي وقفت في وجه تشكيل الحكومة في ذلك الوقت أو الاتفاق على رئيس الحكومة.

وأضاف الرئيس الأسد.. الآن في المرحلة الثانية هناك تشكيل للحكومة ونتمنى أن يتمكن العراق من تشكيلها بأقصى سرعة لكي ينتقل الى مرحلة العملية السياسية مشيرا إلى أن سورية تتواصل مع كافة القوى العراقية وتؤكد دائما على موضوع الاتفاق بين هذه القوى.. وليس لدينا وجهة نظر خاصة حول شكل الحكومة إذا كانت تعبر عن إجماع وطني أو حكومة وحدة وطنية عراقية فهذا كاف بالنسبة لنا في سورية لأنه يعني شيئا وحيدا وهو الحفاظ على وحدة العراق ولا يوجد لدينا أي مصلحة أخرى في العراق لذلك لم نطرح إلا هذا العنوان.