حذر الرئيس بشار الأسد من أن عدم تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط ينذر بمزيد من التوترات، واعتبر أن الآثار السلبية لهذا الأمر لن تقتصر على المنطقة فحسب بل على أوروبا ومناطق أخرى من العالم الأمر، وبين في مباحثاته مع كلود غيان أمين عام الرئاسة الفرنسية، أن هذا الموضوع يتطلب من جميع الدول الحريصة على السلام وفي مقدمتها فرنسا لعب دور أكبر في إحلال السلام.

وكان الأسد تباحث في اليوم الأخير من زيارته لفرنسا في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية مع برنار اكوييه رئيس الجمعية، وعدداً من النواب الفرنسيين، مسألة العلاقات المتنامية بين سورية وفرنسا وتطوير التعاون الاقتصادي والثقافي، واستعرض الأوضاع في الشرق الأوسط وعملية السلام المتوقفة، وجدد تأكيده على عدم جدية إسرائيل في تحقيق السلام، موضحاً سيادته أن غياب السلام ينذر بجر المنطقة إلى مزيد من التوتر واللا استقرار.

وعلى الجانب الفرنسي أكد اكوييه أن العلاقات السورية الفرنسية أصبحت هامة جداً للبلدين ولمستقبل المنطقة، موضحاً أن زيارته المقرر أن يقوم بها في وقت قريب إلى سورية تأتي تأكيداً لرغبة فرنسا في تعزيز التعاون مع سورية في المجالات كافة.

كما بحث الرئيس الأسد في مقر إقامته في باريس مع جان كلود كوسران المبعوث الرئاسي الفرنسي لعملية السلام في الشرق الأوسط، التنسيق القائم بين سورية وفرنسا لدرء المخاطر المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط نتيجة غياب السلام. وعرض كوسران للرئيس الأسد الجهود التي تقوم بها فرنسا لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وضرورة إرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة وعزم بلاده على استمرار مساعيها السلمية بالتنسيق مع سورية بالرغم من المعوقات التي تعترض هذه المساعي.

وأجرى الرئيس الأسد في مقر إقامته في باريس مع كلود غيان أمين عام الرئاسة الفرنسية محادثات تناولت العلاقات السورية الفرنسية، وتم تبادل وجهات النظر حيال آخر التطورات في الشرق الأوسط، وكان هناك تأكيد على أهمية الحوار القائم على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة بين سورية وفرنسا، ومواصلة التشاور حيال المشكلات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بما يساعد في إيجاد الحلول المناسبة لها .

وأكد الرئيس الأسد أن عدم تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط ينذر بمزيد من التوترات التي لن تقتصر آثارها السلبية على المنطقة فحسب بل على أوروبا ومناطق أخرى من العالم الأمر الذي يتطلب من جميع الدول الحريصة على السلام وفي مقدمتها فرنسا لعب دور أكبر في إحلال السلام.

وشدد غيان على أهمية الجهود التي تبذلها سورية لإرساء الاستقرار وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.

لقاء المفكرين والإعلاميين الفرنسيين

التقى الرئيس الأسد في مقر إقامته في باريس نخبة من المفكرين والإعلاميين الفرنسيين. واعتبر الرئيس الأسد أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتبادل الآراء والأفكار وخلق حالة مستمرة من الحوار مع قادة الفكر في المجتمع الفرنسي تسهم في تكوين صورة أكثر واقعية وموضوعية إزاء القضايا التي ننظر إليها بشكل مختلف وصولا إلى تقريب وجهات النظر بما يساعدنا في معالجة القضايا والمشكلات التي تواجهنا.

ثم أجاب الرئيس الأسد عن أسئلة نخبة المفكرين والإعلاميين المتعلقة برؤية سورية لمجمل التطورات الإقليمية والدولية ولاسيما الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وعملية السلام حيث أكد الرئيس الأسد أنه لا توجد فعليا عملية سلام في الوقت الراهن وأن السبب في ذلك هو أن الشارع الاسرائيلي وبغض النظر عن مواقف حكوماته غير جاهز للسلام مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه من الضروري في هذا الوقت العمل على منع تدهور الأوضاع في المنطقة وذلك تجنبا لوقوع حرب ما دامت الظروف غير مهيأة لتحقيق السلام.

وأوضح الرئيس الأسد أنه في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة لا يمكن أن تبقى مواقف أوروبا بخصوص عملية السلام مرتبطة بالدور الأمريكي وخاصة أن هذا الدور أثبت عدم قدرته على تحريك هذه العملية ولهذا لابد من دور أوروبي متوازن تجاه جميع الأطراف المعنية بالسلام قادر على المساهمة بشكل فاعل في تحقيق السلام العادل والشامل.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن سورية تولي أهمية كبيرة للتعاون الاقتصادي ذي البعد الإقليمي الذي يربط منطقة الشرق الأوسط وجوارها بدول آسيا الوسطى وأوروبا عبر إقامة شبكة مصالح استراتيجية تكون إحدى نتائجها الطبيعية خدمة استقرار وازدهار شعوب هذه المناطق.