عقد الرئيس السوري بشار الأسد وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الديوان الأميري بالدوحة أمس جلسة محادثات ثنائية، وذكر البيان الرئاسي أنه ’تم خلال المباحثات استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في كل المجالات إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي زيارة الأسد إلى قطر فيما ملف شهود الزور في لبنان يتنقل بين الأطراف المعنية به، على وقع افكار ومناورات متبادلة.

وبقيت التسوية المنشودة معلقة على أجوبة ينتظرها كل فريق من الآخر، بانتظار ما يمكن ان تحمله الساعات المقبلة من تطورات، فيما قالت مصادر واسعة الإطلاع لـ صحيفة ـ السفير ـ إنها تستبعد حصول اختراق قبل موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء في ظل تمسك رئيس الحكومة برفض مبدأ المجلس العدلي أياً تكن آلية اعتماده، ورفض المعارضة مبدأ الهيئة العليا الاستشارية التي اقترحها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري للنظر في كيفية التعاطي مع ملف شهود الزور.

وجرى خلال لقاء الأسد حمد،استعراض مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية وخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق، وعملية السلام المتوقفة والجهود التي تقوم بها سورية وقطر لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

الى ذلك، أكد الرئيس الاسد ان سوريا لا تقبل أي اتهام من دون دليل، خصوصاً إذا كان الموضوع فيه محكمة ويتعلق بقضية وطنية كاغتيال رئيس وزراء بلد مثل لبنان، فيه انقسامات عمرها قرون وليس عقوداً من الزمن، مشدداً على انه لا بد من أن يكون هناك دليل كي لا يكون هناك انقسام.

وأكد الأسد والشيخ حمد أهمية اعتماد الحوار لحل الموضوعات الخلافية على الساحة اللبنانية وتجنب الوقوع في الفتنة، مجددين حرصهما على مساعدة اللبنانيين في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره.

كما أكد الجانبان أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين سورية وقطر في مختلف القضايا لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين وخدمة قضاياهما العادلة.
وعقب المحادثات قال الرئيس الأسد في مؤتمر صحفي مشترك: إن زيارته إلى قطر تأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين منذ سنوات طويلة. وأضاف: تحدثنا في موضوعات كثيرة ومتعددة وتطرقنا إلى الوضع في العراق وموضوع تشكيل الحكومة هناك، وتحدثنا عن التصعيد القائم الآن في لبنان، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية وغيرها من القضايا.

ورداً على سؤال عن الأفكار المطروحة لحل الوضع في لبنان، قال الرئيس الأسد: أنا لا أريد التحدث نيابة عن اللبنانيين في هذا الموضوع، أحياناً إعلان الأفكار في الإعلام يكون ضاراً بالعمل السياسي نفسه.. تناقشنا أنا وسمو الأمير في الأفكار المطروحة، ولكن يفضل أن تعلن لبنانيا وليس سورياً أو قطرياً.

وعما إذا كان يوافق على فكرة أن صدور القرار الظني قبل التسوية في لبنان سيؤدي إلى الفوضى هناك، قال الرئيس الأسد: لا أريد أن أقول نوافق أو لا نوافق.. فالموضوع في لبنان وليس في سورية.. ولكن لكل إنسان رأياً.

وأضاف الرئيس الأسد: نقول إن أي اتهام بحاجة إلى دليل، وخاصة إذا كان الموضوع فيه محكمة وهو متعلق بقضية وطنية كاغتيال رئيس وزراء بلد مثل لبنان فيه انقسامات عمرها قرون وليس عقوداً من الزمن، لا بد أن يكون هناك دليل كي لا يكون هناك انقسام.

بدوره أكد أمير قطر، رداً على سؤال عن وجود مبادرة مشتركة سورية قطرية بشأن لبنان، موضحاً أن الموضوع ما يزال في يد سورية والسعودية، ومضيفاً إنه متأكد أن دمشق والرياض حريصتان كل الحرص ألا تكون هناك فتنة في لبنان، وأن تجنبا المنطقة أي شر جديد قادم.