أظهرت دراسة أصدرتها جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي ضمن أنشطة مشروع تحسين خدمات الدعم النفسي والاجتماعي المقدمة للأطفال في قطاع غزة، والممول من’ MAP’ أن الأطفال في غزة حتى بعد أكثر من عام ونصف من الحرب يعانون من مشاكل سلوكية في معظمها لا تزال مرتفعة وتعتبر نظرة الأطفال للمستقبل ومستوي تأنيب الضمير هي عوامل مهمة للصحة النفسية للأطفال.

وتهدف الدراسة التي أصدرتها الجمعية من خلال برنامج البحث العلمي والتدريب التابع لها التي جاءت بعنوان ’ الخبرات الصادمة مع مرور الوقت وعلاقتها باضطراب ما بعد الخبرة الصادمة, والمشاكل السلوكية وتأنيب الضمير لدى الأطفال ’، إلى معرفة مدى تأثير العدوان الإسرائيلي على أطفال غزة.

وأوضح الدكتور نعيم الغلبان رئيس مجلس إدارة جمعية الوداد أن الإناث من الأطفال اللواتي لديهن تأثر بالخبرة الصادمة والضغط النفسي والنظرة إلى المستقبل أكثر من الذكور.

وأضاف الغلبان أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من (10- 13 ) سنة من أكثر الأعمار تأثرا بالخبرة الصادمة والضغط النفسي من غيرهم من الأعمار، وأن الأطفال الذين يسكنون في القرى هم أكثر الأطفال تأثرا بالضغط النفسي وأحداث ما بعد الصدمة.

وذكر أن جميع الأطفال في مختلف المستويات التعليمية تعرضوا لنفس الخبرة الصادمة ولم توجد فروق بين تلك المستويات، ووجود علاقة عكسية ذات دلالة إحصائية بين أحداث ما بعد الصدمة والنظرة المستقبلية، ووجود علاقة طردية ذات دلالة إحصائية بين أحداث ما بعد الصدمة وتأنيب الضمير.

وأفاد الغلبان أن الدراسة أوصت بجوانب عدة لعلاج المشاكل النفسية وهي :(التدخل العلاجي، والتدخل السريع وقت الأزمة، والعلاج عن طريق اللعب، والإرشاد النفسي، والعلاج الأسري، والعلاج السلوكي، والعلاج النفسي الجماعي، والعلاج عن طريق تسكين حركة العين، والتدخل الوقائي).

وقال أن هناك عدد من الخطوات للعمل على تخفيف الضغوطات النفسية لدى الأطفال وهي( زيادة كفاءة المهنيين، وتدريب مرشدين، وتدريب الأهل والمعلمين، وتقديم دورات تدريبية للأطباء والممرضين، ودورات تدريبية للراغبين من الجمهور، وحملات التوعية المجتمعية، وكذلك تطوير خدمات الخط الساخن، وتطوير البرامج القائمة، والعمل على محور التأيد والمناصرة).

وأشار أنه تم إعداد الإستبانه وتوزيعها على (550) طفل وطفلة للأعمار من (10-16) سنة من جميع محافظات قطاع غزة (الشمال، غزة، الوسطى، خان يونس، رفح ) وقد مثلت الفئة العمرية للأطفال ما بين (14-16) النسبة الأعلى من عينة الدراسة حيث شكلت نسبتها (49%) وهم في المرحلة الأساسية العليا.