كان عدد سكان الجولان لدى احتلاله 120 ألف نسمة، لم يبق منهم سوى ثمانية آلاف. وكانوا يعيشون في 110قرى و60 خربة، فلم يبق منها سوى ست قرى البقية هدمت وآثارها ترى في كل مكان
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&dir_id=41&id=26156
كان عدد سكان الجولان لدى احتلاله 120 ألف نسمة، لم يبق منهم سوى ثمانية آلاف. وكانوا يعيشون في 110قرى و60 خربة، فلم يبق منها سوى ست قرى البقية هدمت وآثارها ترى في كل مكان
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&dir_id=41&id=26156
الكاتب : نظير مجلي
اللقاء مع أهالي الجولان السوريين الباقين في قراهم، هو متعة حقيقية في كل مرة. أناس حميمون وذوو حمية عالية. روح وطنية وصمود حقيقي على مدار 43 عاما، وهي فترة لم تفت في عضدهم ولم تمس بروح انتمائهم للوطن. تعرفت إليهم في أواسط السبعينات بعد سنوات قليلة من الاحتلال، عبر عائلة لطيفة. وكان اللقاء في أحد مستشفيات الناصرة، المدينة العربية البعيدة ساعتي سفر، يفضلون المجيء إليها حتى يكونوا قريبين من أجواء عربية. تمسكٌ بالأرض والهوية. صبية جولانية من مجدل شمس جاءت إلى الناصرة لتلد طفلها البكر، وضعوها في غرفة واحدة مع شقيقتي. الصداقة بينهما تحولت إلى صداقة عائلية قريبة. وهكذا بدأنا نتعرف على أوضاعهم.
أناس قنوعون لا يعرفون الشكوى. يؤمنون بأنفسهم ويثقون بأن الاحتلال مرحلة عابرة في تاريخهم، مهما طالت السنون. دماثة الخلق عندهم قاعدة. كرمهم غير محدود. استقبالهم الضيف حار جدا، ووداعهم وجد وحزن.
وطنيون بطريقة غير مألوفة: يختلف الواحد منهم مع سياسة حكومته، ولكن هذا لا يقلل أبدا من روح الانتماء للوطن والانسجام مع القيادة في دمشق. وعلى قلة عددهم، نحو 22 ألفا اليوم، وقفتهم الشجاعة في مواجهة الاحتلال كانت وما زالت سببا أساسيا في تكريس الحقيقة أن إسرائيل دولة محتلة.
على عكس الاستيطان اليهودي المتركز في الجنوب وفي الوسط، يعيش المواطنون السوريون في منطقة الشمال من الجولان. لديهم خمس قرى: أربع على السفوح الغربية من جبل الشيخ، هي مجدل شمس ومسعدة وعين قنيا وبقعاثا، وخامسة هي الغجر تقع على السفوح الشمالية الغربية لجبل الشيخ بمحاذاة الحدود مع لبنان. التقسيم الطائفي لا يهمنا عادة، ولكنه هنا بالغ الأهمية. فسكان القرى الأربع ينتمون للطائفة العربية الدرزية. ولهذا فقد حاول نائب رئيس الحكومة الأسبق في إسرائيل، يغئال ألون، إغراءهم بمشروع إقامة دولة درزية في المنطقة، تضم الدروز في جبل العرب (محافظة السويداء داخل سورية) ودروز لبنان والجولان. وتخيل ألون أن هذه الدولة ستكون دولة عربية صديقة لإسرائيل، توفر لها الماء من جهة وتكون جبهة متقدمة لها في مواجهة العرب الآخرين.
وقد أرسل ألون نائبا درزيا في الكنيست الإسرائيلي آنذاك، هو الشيخ جبر معدي، لتقديم الفكرة والترويج لها بين المشايخ الدروز في المنطقة. ولكن رد أهالي الجولان في المنطقة المحتلة جاء صارما وحازما وبالإجماع ضد هذه الفكرة. وخوفا من أن لا تفهم رسالتهم هذه جيدا في إسرائيل، بادر الشباب الوطني في الجولان وبينهم العديد من الجنود والضباط السابقين في الجيش السوري إلى تشكيل خلايا مسلحة تقاوم الاحتلال ونفذوا العديد من العمليات المسلحة ضد الجيش الإسرائيلي (وليس ضد المدنيين). وقد ندمت إسرائيل على أنها لم تطرد سكان هذه القرى أيضا. وهي حتى في هذه الأيام، بعد مرور 43 سنة على الاحتلال، ما زالت تعتقل الشبان في الجولان وتحاكمهم بتهمة «خدمة العدو» في الوطن الأم سورية.
* الاحتلال
* الاحتلال الإسرائيلي هنا، مثل الاحتلال الإسرائيلي في أي مكان وأسوأ. بدأ طريقه في عملية تطهير عرقي مكشوفة. فعندما كان سكان الجولان يهربون خلال الحرب، قرر تحويل الهرب المحدود لبعض السكان إلى رحيل جماعي. فراح يطرد المواطنين بالقوة. هائل أبو جبل، يروي ما حصل لسكان قرية جباتا الزيت المجاورة لقريته مجدل شمس. فقد لجأوا إلى المجدل خلال الحرب. وبعد انتهائها، توجه إليهم الحاكم العسكري الإسرائيلي ودعاهم إلى التجمع من أجل إعادتهم إلى قريتهم. فصدقوا. وما إن غادروا المجدل، حتى اضطرهم الجيش للانحراف يسارا ودفعهم بالقوة إلى الحدود مع سورية وطردهم إليها. وأقاموا مكانها لاحقا مستوطنة تدعى «نافيه أطيف».
وقبل هذه القرية، كان الاحتلال قد انفرد بعشرات القرى الأخرى وطردهم من بيوتهم من دون أن يستطيعوا الاحتفاظ بأثاثهم وما بنوه وجمعوه بشق النفس.
لقد كان عدد سكان الجولان لدى احتلاله 120 ألف نسمة، لم يبق منهم سوى ثمانية آلاف. وكانوا يعيشون في 110 قرى و60 خربة، فلم يبق منها سوى ست قرى. البقية هدمت وآثارها ترى بالعين المجردة في كل مكان. وفي سنة 1970 صادرت إسرائيل أراضي أهالي قرية سحيتا وطردتهم منها إلى قرية مسعدة، فانخفض عدد قرى الجولان الباقية إلى خمس.
وكانت سلطات الاحتلال وبعد تفريغ الجولان من غالبية أهله، قد ألغت في نهاية 1967 المنهاج الدراسي السوري واستبدلته بمنهاج إسرائيلي يحاول تقزيم الانتماء العربي والسوري ويقوي الانتماء الطائفي الدرزي للسكان وفرضت إدارات بلدية على القرى الباقية لتسهيل تمرير مخططات أسرلة الجولانيين السوريين والسيطرة على أراضيهم. وبعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، خرج الأهالي في مسيرة وداع شعبي له، فاعتدت عليهم قوات الاحتلال وفرقتهم بالقوة. وفُرضت الضرائب الإسرائيلية عليهم، واقتحمت قوات الاحتلال مئات البيوت وصادرت أثاثا وأجهزة كهربائية. وحاولت فرض الهوية الإسرائيلية على سكان الجولان، ولما رفضوا ذلك بشدة وإصرار، باعتبار أنهم سوريون وهويتهم الوحيدة هي هوية سورية، راحت سلطات الاحتلال تمارس الضغوط الشديدة السياسية والأمنية والاقتصادية عليهم. وفرضت القانون الإسرائيلي عليهم بقانون سن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في سنة 1981.
الجولانيون من طرفهم ردوا على الاحتلال بالمقاومة بمختلف الأساليب، بما فيها المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية السلمية. مئات منهم اعتقلوا وبعضهم ما زالوا في السجون. وعندما فرض القانون عليهم، أعلنوا إضرابا مهيبا طيلة 6 شهور. وحاولت سلطات الاحتلال كسر إضرابهم بفرض حصار عليهم، لمنع وصول إمدادات إليهم من القوى الوطنية لدى العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، وساد نقص بالحليب والغذاء ونقص في الخدمات الطبية واعتقل نحو 150 شخصية وطنية اعتقالا إداريا. ولم يكسر الإضراب إلا بعد أن اجتاحت إسرائيل الأراضي اللبنانية، فسرقت الحرب الأضواء عن قضية الجولان. ولكن انتهاء الإضراب تم فقط بعد تعهد سلطات الاحتلال بعدم فرض الهوية بالقوة وبأن ضم الجولان لن يلحقه تجنيد للشبان إلى الخدمة العسكرية الإلزامية. وواصل الجولانيون التمسك بهويتهم السورية. وراحوا يرفعون العلم السوري مرفرفا بشكل علني ويحتفلون باليوم الوطني السوري (عيد الجلاء). وفرضوا مواقفهم الوطنية رغم عسف الاحتلال.
* جيل الاحتلال
* شفا أبو جبل، المحامية الشابة التي ولدت في عهد الاحتلال، هي أحد البراهين على فشل هذا الاحتلال، تقول: «صحيح أن الاحتلال في الجولان مختلف عنه في الضفة الغربية. فنحن لا توجد لدينا حواجز عسكرية. لا يقصفون بيوتنا بالصواريخ والقذائف كما يفعلون في غزة أو لبنان. وصحيح أننا لا نفكر كل لحظة في الاحتلال. ولكننا نحس بهذا الاحتلال ونراه أسوأ احتلال في التاريخ. فنحن نعيش في غربة عن الأقارب والأحباء في الوطن. لا نستطيع السفر بشكل طبيعي إلى الخارج، لأننا لا نمتلك جواز سفر مثل بقية البشر ونسافر بواسطة تأشيرة مرور مؤقتة (لاسيه باسيه). وحتى في إسرائيل، بطاقة الهوية المختلفة تسبب لنا المتاعب. نتجول في جولاننا ونشاهد المستوطنات والمشاريع الاقتصادية والزراعية والسياحية وفي قلوبنا غصة، فهم ينهبون خيراتنا في وضح النهار.
تعلمت شفا المحاماة في جامعة حيفا الإسرائيلية. تجيد العبرية. تعرفت إلى الحياة الإسرائيلية بكل عنفوانها. ولكنها تتمكن من وضع حد فاصل بين مغريات هذه الحياة وبين انتمائها الوطني. وتعتبر نفسها سورية بكل معنى الكلمة. تريد وتتمنى أن يتحقق السلام بين إسرائيل وسورية، ولكنها لا تعتقد أن الإسرائيليين معنيون بهذا السلام: «اليسار الذي يرفع شعارات السلام يتراجع باستمرار وإسرائيل تتجه نحو اليمين. لم يتعلموا الدروس من احتلالات أخرى في التاريخ. ويتعاطون مع شعوب المنطقة بنوع فتاك من الغطرسة»، تقول.
منير أبو صالح، وهو أحد الأحرار في الجولان الذي سلك طريق النضال منذ بداية شبابه، وعرفناه معتقلا محررا عدة مرات، ينظر باعتزاز إلى الحركة الوطنية السورية في الجولان: «توجد لدينا أخطاء وظواهر سلبية عديدة، وتوجد لدينا خلافات واختلافات، فكرية وسياسية، ولكن الروح الوطنية مسيطرة في مجتمعنا. رجال الدين، العلمانيون، الشباب الناشيء، النساء، الشباب الذين ولدوا في عهد الاحتلال أو قبله، أجيال وراء أجيال، الجميع يسير على النهج الوطني. الاحتلال فشل فشل ذريعا في أهدافه لدق الأسافين بيننا وبين دولتنا»، يقول.
قلنا لهم إن هناك ظواهر مناقضة لهذه الروح الوطنية. ففي بلدات الجولان تطغى اللغة العبرية على اللافتات التجارية. وفي بلدة قريات شمونة نجد الكثير من الشباب الجولاني. وفي المجتمع الإسرائيلي عموما وفي مستوطنات الجولان اليهودية، نجد الكثير من الجولانيين.. عمالا ومقاولين. فيجيبون أن هذه كلها ناجمة عن ضروريات الحياة والبقاء والصمود. ويضيف حمودة مرعي، وهو من قادة العمل الوطني وسجين سابق: «نحن لا نخاف على شبابنا ومواطنينا، لأن الروح الوطنية أولا منزرعة في نفوسهم وتسري كالدم في عروقهم. وحتى إذا وجدنا من ينجرف وراء ملذات المجتمع الإسرائيلي، وينسى الاحتلال، فإن اليمين المسيطر على إسرائيل وقدرا كبيرا من أتباعه في المجتمع الإسرائيلي، يتسمون بما يكفي من الغباء لكي يذكروهم باستمرار بالعنصرية تجاه العرب ويذكروهم بأن إسرائيل بالنسبة لنا هي احتلال، وبأننا ضحية أخرى من ضحايا هذا الاحتلال».
ويشير نزيه أبو فياض إلى دور الدولة السورية في صيانة العلاقة بينها وبين الجولان. فسورية تتابع شؤونهم باستمرار. عشرات القرارات اتخذت في مؤسسات الأمم المتحدة ضد الاحتلال بمبادرتها. خلال السنوات العديدة الماضية تستقبل الطلبة للدراسة في الجامعات السورية حتى أصبح هناك ما يزيد على 2200 خريج جامعي، وهذه نسبة عالية جدا على صعيد الوطن العربي كله. وفي السنوات الأخيرة تستوعب سورية نحو نصف إنتاج التفاح من الجولان وتقوم بتسويقه. وفي مجلس الشعب السوري يوجد مندوب دائم من الجولان. والإعلام السوري يهتم بقضايا الجولان، صغيرها وكبيرها، ويواكب أحداثه بلا توقف.
ويذكر الجولانيون أن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه ديان، كان قد عقد اجتماعا مع مشايخ الجولان، في سنة 1982 وعرض عليهم صفقة أن يصبحوا مواطنين إسرائيليين ويندمجوا في الحياة الإسرائيلية مثل المواطنين الدروز سكان إسرائيل. وراح يحاول إغراءهم بالقول إنهم من دون بطاقة هوية إسرائيلية سيستصعبون الحياة بشكل طبيعي. فهم يحتاجون الهوية للسفر خارج البلاد وداخلها ويحتاجونها من أجل الضمانات الاجتماعية والتعليم وغيرها. وقد أجابه الشيخ محمود الصفدي يومها، أنه وغيره من المشايخ والسكان لا يشرفهم حمل هوية سوى الهوية السورية. وقال له الشيخ محمود خزاعي ملي: «حقا إنكم انتصرتم في حرب حزيران، ولكن المهم هو أنكم لم تكسبوا تأييد الجمهور». وعلى مدى السنوات التالية وحتى اليوم، لم يتغير موقف الجولانيين السوريين. بل إنهم يعبرون عن هذا الموقف في كل مناسبة. ففي الجولان، كما أشرنا يوجد 22 ألف مواطن سوري. نحو ثلاثة آلاف منهم يسكنون في قرية الغجر، التي تعتبر حالة خاصة مختلفة، والباقون (19 ألف مواطن) يسكنون في القرى الأربع المذكورة أعلاه. من مجموع 19 ألفا، يحمل الجنسية الإسرائيلية اليوم 623 شخصا فقط، بينهم العديد من الأبناء والبنات الذين ورثوا هذه الجنسية عن آبائهم. والجولانيون يقاطعون الكبار من هؤلاء المواطنين (ويتساهلون مع الأبناء باعتبار أنهم ليسوا مذنبين في حمل هوية ولدت معهم)، فلا يشاركونهم الأفراح أو الأتراح.
* الغجر
* القرية الخامسة هي الغجر، ولها وضع مختلف. فهذه القرية اكتشفت أنها محتلة فقط بعد شهرين من حرب 1967. فلأنها تقع على الحدود السورية اللبنانية، وهذه الحدود لم تكن قد رسمت في ذلك الوقت، حسبت أنها ظلت خارج الحرب. والجيش الإسرائيلي أيضا لم يعرف أن هذه القرية أصبحت تحت سلطته.
وقد عرف أمر احتلالها بالصدفة، عندما خرج وفد من الأهالي باتجاه سورية ليسأل عن سبب عدم تزويدهم بالمواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات، فاصطدموا بقوة من الجيش الإسرائيلي. فطلبت القوة منهم أن يستسلموا ويقبلوا الهوية الإسرائيلية، فوافقوا. وهناك من يقول اليوم إن هذه الموافقة لم تأت عن دراية وإدراك بالمغازي السياسية وراءها. واليوم هم يحملون الجنسية الإسرائيلية. ولكن التطورات على الساحة الإسرائيلية اللبنانية أدت إلى وضع جديد للقرية، حيث إنهم لا يعرفون اليوم لأية سلطة هم خاضعون.
فهم سوريون وبلدتهم كانت جزءا لا يتجزأ من الجولان، وعليه فإنها تعتبر منطقة محتلة. ولكن الاحتلال الإسرائيلي للبنان في سنة 1982 الذي استمر في المنطقة الجنوبية حتى عام 2000، أتاح امتداد الغجر إلى الشمال. فالأزواج الشابة بنت بيوتها في الأراضي الشمالية للقرية. وعندما تم ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل من جهة وبين لبنان وسورية من جهة ثانية، اتضح أن خط الحدود يقسم قرية الغجر إلى قسمين، قسم شمالي جديد يضم ثلثي القرية يقع في الطرف الشمالي أي في لبنان، والقسم الجنوبي القديم يقع في الأرض السورية التي تحتلها إسرائيل. ولم تحل قضيتهم بعد.
الناطق بلسان القرية، نجيب خطيب، يقول إن أهالي القرية ليسوا مسؤولين عن هذا الوضع ولذلك فإنهم يطالبون بإبقاء القرية كلها بشقيها الشمالي والجنوبي جزءا من الجولان السوري المحتل، وأن تحل قضيتهم مثل بقية قرى الجولان في المستقبل. ويضيف أن الجنسية الإسرائيلية فرضت عليهم فرضا. وهذا ليس ذنبهم. وتمسكهم بالموقف الذي يقضي عمليا باستمرار احتلالهم، نابع من رغبتهم في الحفاظ على وحدة القرية من جهة ووحدة المصير مع بقية القرى السورية من جهة ثانية.
وقد أدى هذا الموقف إلى إعادة اللحمة بين الجولانيين. فأهالي القرى الأربع، وبسبب قرارهم مقاطعة حاملي الجنسية الإسرائيلية، خففوا إلى الحد الأدنى من العلاقات مع الغجر. ولكن، عندما أعلن الغجريون تمسكهم بالوطن الأم سورية، قام وفد كبير من المشايخ والقادة الوطنيين في القرى الأربع بزيارة تضامن إلى الأشقاء في الغجر. وكانت تلك بمثابة زيارة صلح غير معلن معهم.
* المستقبل
* لم يعبر المتحدثون معنا من المواطنين العرب السوريين عن أية ذرة شك في أنهم يرون مستقبلهم عائدين إلى أحضان سورية، هم وقراهم وأراضيهم وخيراتهم معا.
عندما طرحنا أمامهم ما يطرح في إسرائيل عن حلول مرحلية أو حلول وسط، مثل تأجير قسم من أراضي الجولان لإسرائيل لعشر أو لخمس عشرة سنة، كانوا يردون بابتسامة ساخرة وشيء من الاستغراب وكأننا نتحدث عن مخلوق غريب وهمي: «هذه أرض محتلة. ولا يوجد سلام حقيقي يبقي على الاحتلال بأي شكل من الأشكال»، يقول هائل أبو جبل: «لو كانت إسرائيل تبغي السلام حقا، لكان السلام من ورائنا. نحن نعي أن قادة هذه الدولة (إسرائيل) يحتلون أرضنا بغرض الاحتلال. الأرض وخيراتها هي هدفهم. وكل ما يقترحونه ينطلق من منطلق تغليب هذه الرغبة على السلام. وفي نهاية المطاف تفشل هذه المشاريع كلها وسيضطرون بأي شكل من الأشكال إلى أن ينسحبوا».
– هل تقصد أنهم سينسحبون بالقوة؟، سألنا.
– ليس مهما كيف. المهم أن الاحتلال مصيره إلى زوال. كل احتلال. والاحتلال الإسرائيلي لا يختلف عن أي احتلال في التاريخ. فهو يسير بعكس تيار التاريخ. ومهما فعلوا وتفننوا وتشاطروا، فلن يستطيعوا تغيير حركة التاريخ. وقد كنا نريد أن يستوعبوا الدرس، فهذا أفضل لنا ولهم، لأولادنا ولأولادهم، ولكن إذا لم يستوعبوا اليوم، فسوف يستوعبون لاحقا. المشكلة هي أنه كلما طال الوقت، ندفع نحن وإياهم ثمنا أكبر. وهذا خسارة.
المصدر : الشرق الاوسط
بقلم تييري ميسان
تييري ميسان: أهمّ خبير جغرافيا سياسية على الإنترنت عالمياً
البنتاغون يُدبّر انتصار اوكرانيا في مُسابقة الأُغنية الأوروبية لعام ٢٠٢٢
موقع شبكة فولتير الإلكتروني يقاوم!
بقلم أمير سعيد إيرواني, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم سيرج مارشان,تييري ميسان, شبكة فولتير
بقلم أمير سعيد إيرواني, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم البابا فرنسيس, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير