استغلت إسرائيل تجميد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لتصعيد اعتداءاتها على قطاع غزة، حيث استشهد خمسة فلسطينيين في غارة وصفت بأنها الأكثر دموية منذ الحرب الإسرائيلية على القطاع في شتاء العام 2008 في وقت أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه وفداً إسرائيلياً في رام الله، أنه ينتظر رؤية نتائج التحرك الأميركي الهادف إلى استئناف المفاوضات مع إسرائيل، فيما برز تردد في أوساط السلطة الفلسطينية حول مسألة إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، وهو ما عبّر عنه رئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض الذي وصف دولة معلنة بهذا الشكل بأنها ستكون ’دولة ميكي ماوس’.

وذكرت مصادر في غزة ان خمسة فلسطينيين استشهدوا، فجر أمس، في غارة شنتها طائرات إسرائيلية على منطقة دير البلح.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان ان طائرة تابعة لسلاح الجو رصدت وضربت فريقا من الإرهابيين كانوا يتهيأون لإطلاق صواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من وسط قطاع غزة.

المفاوضات

من جهة ثانية، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه ينتظر أن يرى نتائج التحرك الأميركي الهادف الى استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.

وقال عباس، خلال لقائه عدد من أعضاء الكنيست من أحزاب العمل وكاديما وميرتس وناشطي سلام في مكتبه في رام الله، لقد اخبرنا الأميركيون أنهم يحاولون القيام بشيء ما، ولا اعرف ان كان ذلك مفاوضات، ونحن اخبرنا الجميع بأننا لن نقبل بمفاوضات مع استمرار النشاطات الاستيطانية، مضيفاً نحن الآن بانتظار ما سيقوم به الأميركيون او ما سيقولونه. وفي النهاية نحن نريد السلام.

يأتي ذلك، في وقت برز تحفظ في أوساط السلطة الفلسطينية على فكرة إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد بعد فشل المفاوضات مع إسرائيل. وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إنه لا يوجد حتى الآن موقف فلسطيني نهائي بخصوص الدولة الفلسطينية، وذلك بانتظار ما ستسفر عنه الجهود الأميركية.

من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ’لقد كرسنا أنفسنا للمفاوضات طيلة قرابة عشرين عاما وها نحن اليوم نقع في فخ عملية لم تغير شيئا في الاحتلال’.

وأشار عريقات إلى أنّ 10 دول أوروبية سترفع في الفترة المقبلة مستوى التمثيل الفلسطيني في بلادها، لافتاً إلى أنّ السلطة الفلسطينية قدمت مؤخراً اعتراضا رسميا على قرار الكونغرس الأميركي الداعي إلى استخدام حق النقـــض في مجلس الأمن ضد أي قرار لإقامة دولة فلسطينية.