الكاتب : حازم خضر

بين رغبة السلطة الفلسطينية بالتوجه الى مجلس الأمن من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية العتيدة وحالة الصراع الخفي على السلطة ذاتها بين طامحين وموعودين تبدو الأمور غامضة ومرشحة للكثير من المفاجآت مع الأشهر القليلة القادمة.

فعلى الرغم من حالة الحماسة التي يبديها محمود عباس بالحصول على مزيد من الاعترافات بالدولة على حدود 1967 بعد الانطلاقة من دول أمريكا اللاتينية إلا أن المراقبين يميلون الى الحذر استنادا إلى أن القوى الأثقل دوليا كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لها رأي مخالف إن لم يكن ضاغطا على دول أخرى لمنع الاعتراف.وأكثر من ذلك يبدو الأمريكيين رعاة عملية السلام وموضع ثقة عباس مدركين أكثر من غيرهم عدم جدية الطرف الفلسطيني الذي لم يقم طوال ثلاثين عاما منذ انطلاقة عملية مدريد بأي خطوة دون موافقة واشنطن.

المضي بالبحث عن الاعتراف الدولي بالدولة سيتواصل كما يؤكد المراقبون لكنه بالتأكيد لن يؤدي إلى تغيير جذري بالمواقف أو يحقق أي دفع للقضية الفلسطينية . بالعكس ثمة ما يشير إلى أن التحرك من السلطة سيمتص نقمة الفلسطينيين ويحسن من الصورة الباهتة لرئيس السلطة التي بلغت درجة غير مسبوقة من الانحدار حتى داخل كوادر فتح . وينبه المراقبون الى أن ذلك الانحدار هو ما يثير قلق عباس وكثير من قياديي فتح القلقين من ما يشاع عن مخطط للقيادي المشاغب في الحركة محمد دحلان لوراثة رئاسة السلطة.

صورة دحلان باتت تشكل رعبا حقيقيا بالفعل لعباس ولكثير من قياديي الصف الأول الذين يعملون من الآن على ترتيب مرحلة ما بعد عباس . وما يزيد الطين بلة الإمكانيات الكبيرة التي يتملكها دحلان ووجود قلق من ترحيب إسرائيلي ـ أمريكي لتوليه الخلافة والمضي بالتالي بالنهج ذاته وربما بصورة أكثر سوءا.

وسط هذه المعمعة يبدو رئيس الحكومة سلام فياض الأكثر غموضا في التركيبة القادمة استنادا الى علاقته الوثيقة بواشنطن وبإسرائيل من جانب وعدم وجود أي علاقة تنظيمية له بحركة فتح . فياض يشكل المرشح الأبرز لخلافة عباس كما يدرك رئيس السلطة نفسه وأدواره بجلب الأموال وتحويل رام الله الى واحة اقتصادية مقابل بؤس غزة تنسجم مع سيناريوهات تؤكد أن فياض سيكمل ما بدأه عباس مع التركيز على العامل الاقتصادي بحيث تتحول القضية الفلسطينية الى فنادق ومطاعم ومشاريع استثمارية يشارك فيها ممولون يهود وفاسدون بنوا ثرواتهم من بيروقراطية السلطة والعطاءات الإسرائيلية على اعتبار أن رأس المال لا وطن له !!.