فيما توقع أن يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد بعد وصول المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية إلى طريق مسدود، قال مصدر سوري مطلع ان زيارة عباس متوقفة على تصور أو موقف واضح ينتظره الرئيس السوري حول مرحلة ما بعد توقف المفاوضات ولفت المصدر بحسب صحيفة ـ القدس العربي ـ إلى ان المسؤولين السوريين الذين التقوا مبعوثي محمود عباس إلى دمشق (ماجد فرج، عزام الأحمد) تبلغا بأن دمشق ما تزال ترى أن موقف السلطة الفلسطينية للمرحلة المقبلة ما يزال ضبابياً وغير محسوم وأن هذا الأمر غير مريح للقيادة السورية، وبالتالي والحديث للمصدر السوري يجب أن يتلقى السوريون موقفاً مفصلاً لما تنوي سلطة محمود عباس القيام به على صعيد المسار السلمي وعلى ضوء ذلك تتقرر مسألة لقاء الأسد ـ عباس.

وكان الرئيس السوري انتقد في وقت سابق ربط الفلسطينيين مفاوضات السلام بموضوع وقف الاستيطان وقال الأسد: ’نحن ضد أن يكون الجوهر هو المستوطنات فهذا خطأ’، مضيفا: ’القضية قضية أرض.. ونحن لا نتحدث في موضوع المستوطنات في الجولان. الأرض ستعود بمستوطنات أو من غير مستوطنات، إذ إن هذا الموضوع ليست له قيمة، ومن يريد التحدث عن عملية السلام عليه أن يتحدث عن الانسحاب من الأرض وليس عن المستوطنات’.

وشهدت العلاقة بين دمشق والسلطة الفلسطينية توتراً ملحوظاً تجلى في قمة سرت العربية الأخيرة والتي شهدت سجالاً بين الرئيس السوري والرئيس الفلسطيني حول موضوع السلام والمفاوضات مع الإسرائيليين.

وفي السياق، تابع موقع ويكيليكس نشر وثائقه، وافادت برقيات دبلوماسية امريكية سربها الموقع ونشرتها صحيفة ’لوموند’ الاثنين ان الولايات المتحدة لم يكن لديها اي اوهام في العام 2009 حول عملية السلام في الشرق الاوسط.

وجاء في برقية بتاريخ تشرين الثاني 2009 ان ’الهوة شاسعة بين اقصى ما يمكن ان يقترحه رئيس وزراء ’اسرائيلي’ والحد الادنى الذي يمكن ان يوافق عليه رئيس فلسطيني’.

كما طرحت الولايات المتحدة علامات استفهام حول ارادة اسرائيل الفعلية في التوصل الى اتفاق، وجاء في احدى البرقيات ’ليس من الواضح بالنسبة لنا الى اي حد (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو مستعد للذهاب’.
وما يتعلق بموضوع المستوطنات، كانت وزارة الخارجية الفرنسية ابلغت الولايات المتحدة في حزيران 2009 ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اشار الى ’اتفاق سري’ مع واشنطن يتيح ’النمو الطبيعي’ للمستوطنات في الضفة الغربية.

واستؤنفت مفاوضات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في الثاني من ايلول في واشنطن بعد 20 شهرا من التوقف، الا انها ما لبثت ان توقفت اواخر الشهر نفسه بسبب رفض اسرائيل تمديد تجميد اعمال البناء في المستوطنات